ولذا أورد عليه العلامة قطب الدين في محاكماته (١) ، وغيره في غيرها : بعدم انحصار الدلالة الوضعية في الدلالة التصديقية.
__________________
أما شرح الإشارات والتنبيهات :
فهو للشيخ المحقق أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المعروف بالمحقق الطوسي وبالخواجة نصير الدين الطوسي الحكيم الفيلسوف استاذ الحكماء والمتكلمين.
ولد في طوس سنة ( ٥٩٧ ه ) ، درس في صغره مختلف العلوم ؛ وأتقن علوم الرياضيات وكان لا يزال في مطلع شبابه. ظهر نبوغه وتفوّقه حتى عدّ أشهر علماء القرن السابع ، وقال العلامة الحلّي في حقه : أفضل أهل زمانه في العلوم العقلية والنقلية ، وهو استاذ البشر والعقل الحادي عشر.
التقى بهولاكو عند غزوه وحمى إيران من الدمار بإقناع الغزاة بالعدل والإنصاف ، فباشر بإنشاء مرصد ( مراغة ) وجامعتها ومكتبتها.
حضر درس المحقق الحلي عند ما زار الفيحاء بصحبة هولاكو ، وكان المحقق في بحث القبلة في استحباب التياسر قليلا لأهل الشرق من أهل العراق عن السمت الذي يتوجهون إليه فاعترض الطوسي عليه أن التياسر إما إلى القبلة فيكون واجبا لا مستحبّا ، وإما عنها فيكون حراما ، فأجاب المحقق الحلي في الدرس : بأن الانحراف منها إليها.
كتب (رحمه الله) ما يناهز (١٨٤) مؤلفا في فنون شتى.
توفي سنة ٦٨٢ ه ، ودفن في جوار الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
( أعيان الشيعة ٩ : ٤١٤ ) بتصرف.
(١) الإشارات والتنبيهات : الجزء الأول في علم المنطق ـ دفتر نشر الكتاب ـ ص : ٣٢ هامش :
١. والمحاكمات المذكور في المتن هو حاشية على شرح الإشارات ، وهو للحبر الفاضل الحكيم أبي جعفر قطب الدين الرازي البويهي ينتهي نسبه إلى آل بويه الذين هم سلاطين الديالمة المشهورين أو إلى أولاد أبي جعفر بن بابويه (رحمه الله).
ولد في دولة المؤمنين ( ورامين ) من أعمال الري ، وسكن المدرسة الظاهرية وأخذ عن القاضي عضد الايجي ، وأخذ عن العلامة الحلي (رحمه الله) ، وكتب قواعده بيده ، وأجازه الرواية عنه ، قصد الشام ودرّس فيها ، فأخذ منه الشهيد الأول (رحمه الله) والسيد الشريف الجرجاني والقاضي بدر الدين الحنفي.
له آثار كثيرة منها : شروح على ( الحاوي ) و ( المطالع ) و ( الإشارات ) و ( الشمسية ) ، وكتب على ( الكشاف ) حاشية.