مقدّمة التّحقيق :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والتسليم على نبيه المصطفى ، ورسوله المجتبى ، محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعلى أهل بيته الأمناء المعصومين ، حجج الله تبارك وتعالى على العالمين.
وبعد :
فإنّ من مسلّمات القول وبديهياته ـ لدى عموم المتشرّعة ـ الايمان القطعي باعتبار الشريعة الاسلامية المباركة ـ بأحكامها المختلفة ـ ذات سعة وكمال قادرين على استيعاب مطلق الأفعال الاختيارية لبني الانسان منذ خلقه وحتى وفاته وإيداعه الثرى.
وهذه السعة والاحاطة تنبعث أساسا من اعتماد القواعد الشرعية ـ أو الأدلة الشرعية ـ التي تتلخّص بالكتاب والسنّة والاجماع والعقل كأدوات يستفرغ الأصولي جهده في استنباط الحكم الشرعي لجميع تلك الأفعال بواسطتها ، وهي مهمة شاقة تتطلّب من الفقيه احاطة بالكثير من العلوم ذات التماس المباشر بعملية الاستنباط تلك :