__________________

الحديث أن من صلّى ، ولم يفرغ من صلاته ووجد جماعة ، فليجعلها نافلة ، ثم يصلّي في جماعة ، وليس ذلك لمن فرغ من صلاته بنيّة الفرض ؛ لأن من صلّى الفرض بنيّة الفرض ، فلا يمكن أن يجعلها غير فرض ). انتهت.

وأيّده الوحيد (أ) ـ قدس سره ـ بأنه ظاهر صيغة المضارع ، وأن هشام بن سالم ـ راوي هذا الخبر ـ روى هذا المعنى الذي ذكره الشيخ ـ قدس سره ـ عن سليمان بن خالد (ب) عن الصادق ـ عليه السلام ـ ، وعليه فما في رواية هشام بن سالم : « ويجعلها الفريضة إن شاء » ـ من قيد المشيّة ـ راجع إلى المجموع ؛ أي إن شاء يصلي معهم فريضة ، وإن شاء أتمّ ما بيده فرضا لا نافلة.

رابعها ـ ما ذكرناه في الحاشية ، كما عن غير واحد أيضا ، وهو أن يجعلها ظهرا صلاها أو عصرا كذلك حيث لا جماعة في نافلة ذاتية ، فالإعادة مستحبّة لإدراك ثواب الجماعة الفائت فيما صلاها سابقا. وقد عرفت التكلّف الشديد في الاحتمالين الأوّلين حتى أن غير واحد من

__________________

(أ) وهو العالم الرباني مولانا محمد باقر بن محمد أكمل الاصبهاني البهبهاني ، المعروف بالوحيد البهبهاني.

ولد في سنة ( ١١١٨ ه‍ ) في أصفهان ، ثم سكن بهبهان ، ثم انتقل إلى كربلاء مع والده ، وكان طيلة هذه الفترة يأخذ منه ومن أكابر العلماء حتى صار مجتهدا مقدّما على علماء عصره ، وقال في حقه تلميذه صاحب منتهى المقال : ( استاذنا العلامة وشيخنا الفهامة ... ركن الطائفة وعمادها ومؤسس ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثانية عشر .. ).

ولقد كان العراق ولا سيما المشهدين الشريفين ـ مملوءا قبل قدومه من الأخباريين ومن جهّالهم حتى أن الرجل منهم كان إذا أراد حمل كتاب من كتب فقهائنا ـ رضي الله عنهم ـ حمله بمنديل ، وقد أخلى الله البلاد منهم ببركة قدومه ، وهدى المتحيّرة في الأحكام بأنوار علومه ، وكل من عاصره من المجتهدين فإنّما يأخذ من فوائده واستفاد من فرائده.

عدّ له صاحب روضات الجنات (٦٠) مؤلّفا منها : حاشيته على المدارك ، والفوائد الحائرية وحاشية على المعالم وغيرها.

توفي (ره) في كربلاء سنة ( ١٢٠٨ ه‍ ) بعد أن جاوز التسعين من عمره (ره) ، ودفن في الرواق الشرقي في الحرم المطهر لسيّد الشهداء (ع) قريبا مما يلي أرجل الشهداء (ع).

( روضات الجنات ٢ : ٩٥ ) بتصرّف.

(ب) وهو سليمان بن خالد ، طلحي ، قمي ، كان شاعرا ، من أصحاب الباقر عليه السلام.

( معجم رجال الحديث ٨ : ١٨١ / رقم : ٥٣٠٩ )

۴۲۶۱