فتكون أعراضا غريبة لها ، كما أنّ جلّ مباحث هذا العلم يبحث فيها عما يعرض لأمر أعمّ من موضوع هذا العلم ، كما لا يخفى.

وقد ذهب القوم في التفصّي عن هذه العويصة يمينا وشمالا ، ولم يأت أحد منهم بما يشفي العليل ، ويروي الغليل.

وأجود ما افيد في دفع الاشكال ما أفاده بعض الأكابر (١) في جملة من كتبه ، وهو : أن الأعراض الذاتية للأنواع وما بمنزلتها ربما تكون أعراضا ذاتية للأجناس وما بحكمها ، وربما لا تكون ، بل تكون غريبة عنها.

__________________

(١) صدر المحققين في الأسفار ١ : ٣٣.

هو المولى صدر الدين محمد بن ابراهيم الشيرازي القوامي المشهور على لسان الناس بـ ( الملا صدرا ) ، وعلى لسان تلامذة مدرسته ـ ( صدر المتألّهين ) و ( صدر المحققين ).

وهو من عظماء الفلاسفة الإلهيين الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون وهو المدرس الأوّل لمدرسة الفلسفة الإلهية في القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الإسلامية الإمامية ، والوارث الأخير للفلسفة اليونانية والإسلامية والشارح لهما والكاشف عن أسرارهما ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه لا سيما ( الأسفار ) الذي هو قمة في كتب الفلسفة قديمها وحديثها.

وقد نقل السيد المحسن العاملي (رحمه الله) في أعيانه أنه سمع المحقق الحجة الشيخ محمد حسين الاصفهاني ( ١٢٩٦ ه‍ ـ ١٣٦٦ ه‍ ) ـ صاحب كتابنا هذا ـ يقول : ( لو أعلم أحدا يفهم أسرار كتاب الأسفار لشددت إليه الرحال للتلمذة عليه وإن كان في أقصى الديار ).

وكأنه يريد أن يفتخر أنه وحده بلغ درجة فهم أسراره ، أو أنه بلغ درجة من المعرفة أدرك فيها عجزه عن اكتناه مقاصده العالية.

ولد صدر الدين (رحمه الله) في شيراز ، ولم تعلم سنة ولادته.

وانتقل إلى أصفهان ، وحضر على الشيخ بهاء الدين العاملي (رحمه الله) ، وانقطع إلى درس فيلسوف عصره السيد الداماد (رحمه الله) ، وانتقل إلى قم ، له مصنفات كثيرة.

وقد توفي سنة ( ١٠٥٠ ه‍ ) في طريقه للحج في البصرة ، ودفن فيها.

( أعيان الشيعة ٩ : ٣٢١. ) بتصرف.

۴۲۶۱