وتثبت بشهادة العدلين (*) (١)


يرد منه أن يكون ظاهره مطابقاً للواقع.

وأما الوثوق بالأمانة كما في رواية الشيخ فلأنه لم يؤخذ في موضوع جواز الاقتداء بما أنه صفة نفسانية خاصة ، للقطع بجواز الصلاة خلف من ثبتت عدالته بالبينة أو بالاستصحاب مع عدم اطمئنان النفس بعدالة الإمام. إذن المراد بالوثوق بالأمانة هو الطريق الكاشف عن أمانته وإن كان غير الوثوق ومعه تكون الأخبار المتقدمة الدالة على أن حسن الظاهر طريق تعبدي في استكشاف العدالة ، حاكمة على هذه الرواية لدلالتها على أن الأمانة والعدالة لا ينحصر استكشافهما بالوثوق.

فالمتحصل : أن حسن الظاهر كاشف عن العدالة في نفسه. وإن لم يكن فيه أي كشف عن الملكة علماً أو ظنا.

طرق ثبوت العدالة

(١) لما تقدّم (١) من أن البينة بمعنى شهادة العدلين وإن لم يرد ما يدل على اعتبارها بالخصوص ، إلاّ أنها حجة عقلائية أمضاها الشارع بعمله ، لما بيّناه في البحث عمّا يثبت به الاجتهاد والنجاسة من أن البينة بمعنى ما يتبيّن به الشي‌ء ، وقد استعملت بهذا المعنى في غير واحد من الآيات المباركة ، وورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه إنما يقضي بالأيمان والبينات ، أي بمطلق ما يتبيّن به الشي‌ء لأنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد طبّق البينة عليها في المرافعات وعمله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا يكشف عن حجية البينة بالمعنى المصطلح عليه ، إلاّ في موارد دلّ الدليل فيها على عدم اعتبارها ، كما في الزنا والدعوى على الميت إذ البينة إنما تعتبر فيهما بضميمة شي‌ء آخر ولا يكفي فيهما من دون ضميمة.

فالمتحصل : أن البينة المصطلح عليها حجة ببناء العقلاء الّذي أمضاه الشارع كما‌

__________________

(*) تقدم أنه لا يبعد ثبوتها بشهادة عدل واحد ، بل بمطلق الثقة وإن لم يكن عدلاً.

(١) راجع ص ١٧٣.

۳۷۹