الفصل الثالث :
في أفعاله
وفيه مسائل :
المسألة الأُولى : في إثبات الحُسن والقبح العقليين (١)
قال : الثالث في أفعاله. الفعلُ المتصفُ بالزائد إما حسنٌ أو قبيحٌ والحسن أربعة.
أقول : لما فرغ من إثباته تعالى وبيان صفاته ، شرع في بيان عدله وأنّه تعالى حكيم لا يفعل القبيح ولا يخلّ بالواجب وما يتعلّق بذلك من المسائل.
وبدأ بقسمة الفعل إلى الحسن والقبيح ، وبيّن أنّ الحُسن والقبح أمران عقليان ، وهذا حكم متفق عليه بين المعتزلة.
__________________
(١) هذه المسألة من المسائل المهمة في علم الكلام وعليها يبتنى كثير من المسائل الكلاميّة :
١ ـ لزوم معرفته سبحانه عقلاً ٢ ـ وجوب تنزيه فعله عن العبث ٣ ـ لزوم تكليف العباد ٤ ـ لزوم بعث الأنبياء ٥ ـ لزوم النظر في برهان مدّعي النبوّة ٦ ـ العلم بصدق مدعي النبوّة ٧ ـ الخاتمية واستمرار أحكام الشريعة ٨ ـ ثبات الأُصول الأخلاقية ودوامها ٩ ـ لزوم الحكمة في البلاء والمصائب ١٠ ـ الله عادل لا يجور.
هذه مسائل عشر كلامية يُعتمد إثباتها على الإيمان بالحسن والقبح العقليين ، وإنكارهما مساوق للشك في جميع هذه المسائل المترتبة عليهما.