ودوام الاحتراق مع بقاء الجسم ممكن ولأنّه تعالى قادر على كل مقدور فيمكن استحالة الجسم إلى أجزاء نارية ثمّ يعيدها الله تعالى هكذا دائماً.

والتولد ممكن كما في آدم عليه‌السلام. والقوى الجسمانية قد لا يتناهى أثرها إذا كانت واسطة في التأثير.

المسألة الخامسة : في الثواب والعقاب

قال : ويُستحَقُّ الثوابُ والمدحُ (١) بفعلِ الواجب والمندوبِ وفعلِ ضدِّ القبيح والإخلالِ به ، بشرطِ فعلِ الواجبِ لوجوبِه أو لوجهِ وجوبِه والمندوبِ كذلك والضدّ لأنّه تركُ القبيح والإخلال به لأنّه إخلال به ، لأنّ المشقة من غير عوض ظلمٌ ، ولو أمكن الابتداء به كان عبثاً.

أقول : المدح : قول ينبئ عن ارتفاع حال الغير مع القصد إلى الرفع منه.

والثواب : هو النفع المستحق المقارن للتعظيم والإجلال.

والذم : قول ينبئ عن اتضاع حال الغير مع قصده.

والعقاب : هو الضرر المستحق المقارن للاستخفاف والإهانة.

والمدح والثواب يستحقان بفعل الواجب وفعل المندوب وفعل ضد القبيح ، وهو الترك له (٢) على ما ذهب من يثبت الترك ضدّاً ، والإخلال بالقبيح.

__________________

(١) أي يستحق الثواب بأمور اربعة : ١. فعل الواجب ، ٢. فعل المندوب ، ٣. فعل ضد القببيح ، ٤. الاخلال بالقبيح ، والأولان مشروطان بقصد الوجه ، والثالث مشروط بما انّه ترك القبيح ، والرابع مشروط بما انّه اخلال بالقبيح.

(٢) قال المحقق الأردبيلي في شرح العبارة : «إشارة إلى المذهبين في المطلوب بالنهي ، فإنّ على مذهب من يقول إنّه الكفّ لا الترك فهو ضد وفعله موجب للمدح والثواب كما في ـ

۳۰۸۱