المسألة الرابعة : في أنّه تعالى مريد

قال : وتخصيصُ بعض الممكنات بالإيجاد في وقت يدلُّ على إرادته تعالى.

أقول : اتفق المسلمون على أنّه تعالى مريد (١) لكنهم اختلفوا في معناه :

فأبو الحسين جعله نفس الداعي ، على معنى أن علمه تعالى بما في الفعل من المصلحة الداعية إلى الإيجاد هو المخصص والإرادة.

وقال النجار : إنّه سلبي ، وهو كونه تعالى غير مغلوب ولا مستكره.

وعن الكعبي : أنّه راجع إلى أنّه عالم بأفعال نفسه وآمر بأفعال غيره.

وذهبت الأشعرية والجُبّائيان إلى أنّه صفة زائدة على العلم.

والدليل على ثبوت الصفة مطلقاً أنّ الله تعالى أوجد بعض الممكنات دون بعض مع تساوي نسبتها إلى القدرة فلا بدّ من مخصص غير القدرة التي شأنها الإيجاد مع تساوي نسبتها إلى الجميع ، وغير العلم التابع للمعلوم ، وذلك المخصص هو الإرادة. وأيضاً بعض الممكنات يخصّص بالإيجاد في وقت دون ما قبله وبعده مع التساوي فلا بد من مرجح غير القدرة والعلم.

__________________

(١) نقل في تفسير الإرادة آراء أربعة :

١ ـ علمه بما في فعله من المصلحة.

٢ ـ كونه غير مغلوب ولا مستكره.

٣ ـ علمه بأفعال نفسه (الإرادة التكوينية) وأمره بأفعال غيره (الإرادة التشريعية).

٤ ـ صفة وراء العلم.

والأقوى هو القول الرابع لكن لا بصورة صفة زائدة على الذات ، بل متحدة مع الذات بمعنى كونه مختاراً ، والتفصيل في محلّه.

۳۰۸۱