قال حذيفة : لما دعا عمرو إلى المبارزة أحجم المسلمون عنه كافة ما خلا علياً عليهالسلام فإنّه برز إليه فقتله الله على يديه ، والذي نفس حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى يوم القيامة وكان الفتح في ذلك اليوم على يدي عليعليهالسلام (١).
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لضربة علي خير من عبادة الثقلين» (٢).
ومنها : في غزاة خيبر ، واشتهار جهاده فيها غير خفي ، وفتح الله تعالى على يديه ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حصر حصنهم بضعة عشر يوماً ، وكانت الراية بيد علي عليهالسلام فأصابه رمد ، فسلّم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الراية إلى أبي بكر مع جماعة فرجعوا منهزمين خائفين ، فدفعها الغد إلى عمر ففعل مثل ذلك ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لأُسلّمن الراية غداً إلى رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله ، كرّار غير فرّار لا يرجع حتى يفتح ، على يده» ، فلما أصبح قال : «ايتوني بعلي» ، فقيل : به رمد ، فتفل في عينه ودفع الراية إليه ، فقتل مرحباً ، فانهزم أصحابه وغلقوا الأبواب ؛ ففتح علي عليهالسلام الباب واقتلعه وجعله جسراً على الخندق وعبروا وظفروا ، فلما انصرفوا أخذه بيمينه ودحاه أذرعاً ، وكان يغلقه عشرون وعجز المسلمون عن نقله حتى نقله سبعون رجلاً. وقال عليهالسلام : «والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن قلعته بقوة ربانية» (٣).
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليهالسلام : ١ / ١٥٠ ـ ١٥٥ برقم ٢١٦ و ٢١٧ ، المستدرك للحاكم : ٣ / ٣٢ ، كنز العمال : ١١ / ٦٢٣ برقم ٣٣٠٣٥ ، شواهد التنزيل : ٢ / ٧ ـ ١٧ برقم ٦٢٩ إلى ٦٣٦ ، التفسير الكبير للفخر الرازي : ٣٢ / ٣١.
(٢) البحار : ٣٩ / ٢.
(٣) تاريخ ابن عساكر ، ترجمة الإمام علي عليهالسلام : ١ / ١٥٦ ـ ٢٢٥ ، المناقب للخوارزمي : ١٦٦.