وفي رواية : اللهمّ أدخل إليّ أحبّ أهل الأرض إليك» ، رواه أنس وسعد بن أبي وقاص وأبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وابن عباس ، وعوّل أبو جعفر الإسكافي وأبو عبد الله البصري على هذا الحديث في أنّه عليهالسلام أفضل من غيره وادّعى أبو عبد الله شهرة هذا الحديث وظهوره بين الصحابة ولم ينكره أحد منهم فيكون متواتراً.
ومنها : خبر المنزلة ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» (١) ، وقد كان هارون أفضل أهل زمانه عند أخيه فكذا علي عليهالسلام عند محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : خبر الغدير ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خطب الناس بغدير خم في عوده من حجة الوداع : «معاشر المسلمين ، ألست أولى منكم بأنفسكم؟» قالوا : بلى يا رسول الله ، فأخذ بيد علي عليهالسلام وقال : «من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق مع علي كيفما دار» (٢).
وقد بيّنا أنّ المراد بالمولى هاهَنا الأولى بالتصرف ، وإذا كان علي عليهالسلام أولى من كل أحد بالتصرف في نفسه كان أفضل منهم قطعاً.
اعترض بعضهم على هذا بجواز أن يكون المراد به الولاء ، لأنّه وقع مشاجرة بين أمير المؤمنين عليهالسلام وبين زيد بن حارثة فقال له علي عليهالسلام : «أنت
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ١٢٢ ـ ١٢٧ برقم ٨٥ ـ ٨٩ ، تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام : ١ / ٢٨١ ـ ٣٦٤ من رقم ٣٣٦ ـ ٤٥٦.
(٢) لا أظن انّ أحداً ينكر حديث الغدير وتواتره فقد رواه من أعلام الصحابة ١١٠ صحابياً ومن التابعين ٨٤ شخصاً وتواصلت حلقات النقل إلى يومنا ، لاحظ الغدير : تمام الجزء ١.