فعدم روايته عن الباقر عليه‌السلام بطريق أولى.

أقول : أمّا حكاية الكشي فغير قابلة للاعتماد ، لأنّ محمد بن نصير الذي هو النميري غالٍ ملعون ، ادّعى النبوة ، ووردت فيه ذموم عن العسكري عليه‌السلام (١). نعم يمكن أن يراد به محمد بن نصير الكشي الذي هو شيخ الكشي لكنّه بعيد ، لكثرة رواية العيّاشي عن الأوّل. وكيف كان ، فلا أقل من احتماله فتسقط عن الاستدلال.

وأمّا ما ذكره النجاشي فهو غريب جدّاً ، فانّ روايات ابن مسكان عن الصادق عليه‌السلام كثيرة لا تحصى ، وكتاب الكافي مشحون به ، وقد استقصى الأردبيلي في جامع الرواة (٢) شطراً وافراً من رواياته عنه عليه‌السلام مستغرباً في ذيل كلامه دعوى من قال إنه لم يرو عنه عليه‌السلام إلا حديثاً واحداً.

ورواياته عنه عليه‌السلام أكثر ممّا ذكره بكثير كما لا يخفى على المتتبع وعليه فروايته عن الباقر عليه‌السلام ممكنة ولا استبعاد فيها بعد مساعدة الطبقة ، فإنّه مات في زمن الكاظم عليه‌السلام قبل الحادثة ، فيكون موته فيما بين سنة ١٤٨ التي توفي فيها الصادق عليه‌السلام وسنة ١٨٣ التي توفي فيها الكاظم ، وقد توفي الباقر عليه‌السلام سنة ١١٤ ، فمن الجائز أن يكون مدركاً له عليه‌السلام في زمن صالح لروايته عنه ، لعدم إباء الطبقة عن ذلك كما لا يخفى. وقد روى هذه الرواية ثقة عن ثقة عنه ، وهو موثّق ، بل من أصحاب الإجماع كما عرفت ، يروي عن الباقر عليه‌السلام على نحوٍ ظاهره الرواية عنه عليه‌السلام بلا واسطة ، فلما ذا تطرح الرواية بمجرّد الاستبعاد واحتمال الإرسال مع ما عرفت من عدم البعد فيه.

__________________

(١) كما ذكر في رجال الكشي : ٥٢٠ / ٩٩٩.

(٢) جامع الرواة ١ : ٥٠٧ ٥١٠.

۴۵۱۱