ما أكره لنفسي » الكاشف عن مزيد عناية واهتمام بشأنه عليه‌السلام فخصّه بحكم دون غيره.

ويؤيّده : قول علي عليه‌السلام في رواية عبيد الله بن علي الحلبي المتقدمة سابقاً (١) : « نهاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا أقول نهاكم عن التختّم بالذهب ... » إلخ ، غايته أنّه ثبت من الخارج شمول هذا الحكم اعني التختّم بل مطلق لبس الذهب لغيره أيضاً ، فيرفع اليد عن ظهوره في الاختصاص بمقتضى الروايات الأُخر بتقريب تقدّم سابقاً (٢) ، وأمّا في المقام فلم يثبت التعدّي ، فلا بد من التحفظ على الظهور ، ولا أقلّ من الاقتصار على المتيقّن وهو علي عليه‌السلام إذ لا إطلاق فيها يعمّ غيره كما هو ظاهر.

وثانياً : أنّ الاستدلال بهذه الأخبار مبني على أن تكون الزينة فيها بمعناها الحدثي والعنوان المصدري أعني التزيّن ولا شاهد عليه ، بل هو بعيد عن سياقها ، فانّ مرجع الضمير في قوله عليه‌السلام : « فإنّه زينتك في الآخرة » نفس الخاتم الذهبي لا التختّم به كما لا يخفى. فلو أُريد بالزينة المعنى المصدري والمفهوم الحدثي فكيف يمكن حمله على الذات.

فالظاهر أنّ المراد بالزينة فيها ما يتزيّن به ، أعني نفس الذوات والأعيان الخارجية المعدّة للتزيّن بها كالخاتم والسوار والقرط والخلخال ونحوها ، فإنّها بأنفسها هي الزينة ، نظير ما تقدّم سابقاً في تفسير قوله تعالى ﴿ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلخ (٣) وكلّ ذلك من الملبوس ، إذ ليس غيره معدّاً للتزيين بحسب المتعارف الخارجي.

وحاصل المعنى حينئذ : أنّ الخاتم الذهبي الذي هو مورد هذه الأخبار شي‌ء‌

__________________

(١) في ص ٣٠٦.

(٢) في ص ٣٠٦.

(٣) النور ٢٤ : ٣١.

۴۵۱۱