القرب والبعد والمقابلة والاقتران بين الكوكبين إذا كان على وجه الظن المستند إلى تجربة محصّلة أو منقولة في وقوع تلك الحاثة بإرادة الله عند الوضع الخاص ، من دون اعتقاد ربط بينهما أصلاً.
قصّة المحقّق نصير الدين الطوسي والطحّان
بل الظاهر حينئذٍ جواز الإخبار على وجه القطع إذا استند إلى تجربة قطعية ؛ إذ لا حَرجَ على من حَكَم قطعاً بالمطر في هذه الليلة ؛ نظراً إلى ما جرّبه من نزول كلبه من (١) السطح إلى داخل البيت مثلاً كما حكي : أنّه اتّفق ذلك لمروّج هذا العلم ، بل محييه «نصير الملّة والدين» حيث نزل في بعض أسفاره على طحّانٍ ، له طاحونة خارج البلد ، فلمّا دخل منزله صعد السطح لحرارة الهواء ، فقال له صاحب المنزل : انزل ونَمْ في البيت تحفّظاً من المطر ، فنظر المحقّق إلى الأوضاع الفلكية ، فلم يرَ شيئاً فيما هو مظنة للتأثير في المطر ، فقال صاحب المنزل : إنّ لي كلباً ينزل في كلّ ليلة يحسّ المطر فيها إلى البيت ، فلم يقبل منه المحقق ذلك ، وبات فوق السطح ، فجاءه المطر في الليل ، وتعجب المحقّق (٢).
ثم إنّ ما سيجيء في عدم جواز تصديق المنجّم يراد به غير هذا ، أو ينصرف إلى غيره ؛ لما عرفت من معنى التنجيم.
الثالث :
حكم الاخبار مستنداً الى تاثير الاتّصالات الفلكيّة
الإخبار عن الحادثات والحكم بها مستنداً إلى تأثير الاتصالات
__________________
(١) كذا في «ف» ، وفي غيره : عن.
(٢) وردت القضية في قصص العلماء : ٣٧٤ ٣٧٥ ، فراجع.