بَرٍّ أو فاجر» (١).

ذكره ابن مالك في منظومته الصغرى وفي شرح الكبرى ، ثمّ عدل عنه في التسهيل وشرحه فقال : تأتي للتفريق المجرد من الشك والإبهام والتخيير ، وأمّا هذه الثلاثة فإنّ مع كل منها تفريقاً مصحوباً بغيره ، ومثّل بنحو : ﴿إنْ يَكُنْ غَنيّاً أوْ فَقيراً (النساء /١٣٥) ﴿وَقالُوا كُونُوا هُوداً أوْ نصارى تَهْتَدُوا (البقرة /١٣٥) وغيره عدل عن العبارتين ، فعبّر بالتفصيل (٢) ومثّل بقوله تعالى : ﴿وَقالُوا كُونُوا هُوداً أوْ نَصارى (البقرة /١٣٥) ﴿قالُوا ساحِرٌ أوْ مَجْنُونٌ (الذاريات /٥٢) ؛ إذالمعنى : وقالت اليهود كونوا هوداً وقالت النصارى كونوا نصارى ، وقال بعضهم : ساحر ، وقال بعضهم : مجنون ، فـ «أو» فيهما لتفصيل الإجمال في «قالوا».

الثامن : أن تكون بمعنى «إلاّ» في الاستثناء ، وهذه ينتصب المضارع بعدها بإضمار «أن» كقول زياد الأعجم :

٦١ ـ وكنتُ إذا غَمَزتُ قناة قوم

كَسَرتُ كعُوبها أو تستقيما (٣)

وحمل عليه بعض المحققين قوله تعالى : ﴿لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إنْ طَلَّقْتُمُ النّساء ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَريضَةً (البقرة /٢٣٦) فقدر «تفرضوا» منصوباً

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ٤٠/١٢٥.

٢ ـ وقع البحث عن الفرق بين التقسيم والتفصيل وكذلك بين التقسيم والتفريق ، أمّا الأولان فقال بعض بترادفهما والظاهر أن التقسيم بـ «أو» تبيين أقسام الكلي والتفصيل بها تبيين ما تقدم من المجمل وتشريحه كلّاً كان أم كلّياً وأمّا الأخيران فقال الدماميني : أنا لم أتحقق إلى الآن الفرق بينهما. تحفة الغريب : ١٤٢ ، فافهم.

٣ ـ شرح شواهد المغني : ١/٢٠٥. قال البغدادي : روي القصيدة التي هذا البيت منها بالإقواء

وخو اختلاف القوافي بالرفع والجر. وسيبويه أنشد البيت الشاهد منها بالنصب ، لأنه سمعه كذلك ممن يستشهد بقوله ، وتبعه من جاء بعده من النحويين. شرح أبيات مغني اللبيب : ٢/٧١.

۲۹۱۱