٨٣ ـ تذر الجَماجِمَ ضاحياً هاماتُها
بَلْهَ الأكُفّ كأنّها لم تُخلقِ (١)
وإذا قيل : «بلهَ الزيدَينِ أو المسلمينَ أو أحمدَ أو الهنداتِ» احتملت المصدرية واسم الفعل.
ومن الغريب أن في البخاري في تفسير آلم السجدة : يقول الله تعالى : ﴿أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأتْ ولا اُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخراً من بلهِ ما اُطلعْتم عليه﴾ (٢) فاستعملت معربة مجرورة بـ «من» خارجة عن المعاني الثلاثة وفسّرها بعضهم بـ «غير» وهو ظاهر وبهذا يتقوى من يعدّها في ألفاظ الاستثناء.
(بَلى)
حرف جواب تختصّ بالنفي وتفيد إبطاله ، سواء كان مجرداً ، نحو : ﴿زَعَمَ الّذينَ كَفَرُوا أنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بلى ورَبّي﴾ (التغابن / ٧) أم مقروناً بالاستفهام حقيقياً كان ، نحو قول اُم سلمة : قلت يا رسول الله ألست من أهلك؟ (فـ) قال : «بلى» (٣) أو توبيخياً ، نحو : ﴿أمْ يَحْسَبُونَ أنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْويهُمْ بَلى﴾ (الزخرف / ٨٠) أو تقريرياً ، نحو : ﴿ألسْتُ بِرَبّكُمْ قالُوا بَلى﴾ (الأعراف / ١٧٢) أجروا النفي مع التقرير مُجرى النفي المجرّد في ردّه بـ «بلى» ولذلك قال ابن عباس وغيره : لو قالوا : «نعم» لكفروا. ووجهه : أنّ «نعم» تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب ولذلك قال جماعة من الفقهاء : لو قال : أليس لي عليك الف؟ فقال : «بلى» لزمته ،
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/٣٥٣.
٢ ـ صحيح البخاري : ٦/١٤٥. والمروي فيه : «بله» وفي هامشه : أن في بعض النسخ «من بله».
٣ ـ تفسير فرات الكوفي : ١٢٤.