وإن تلاها مفرد فهي عاطفة ، ثم إن تقدّمها أمر أو إيجاب كـ «اضرب زيداً بل عمراً» و «قام زيد بل عمرو» فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه ، فلايحكم عليه بشي وتثبت الحكم لما بعدها ، وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته ، وجعل ضدّه لما بعدها ، نحو : «ما قام زيد بل عمرو» و «لايقم زيد بل عمرو» وأجاز المبرد وعبدالوارث أن تكون ناقلة معنى النفي والنهي إلى ما بعدها.
وتزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب (١) بعد الإيجاب كقوله (٢) :
٨١ ـ وجهك البدر لابل الشمس لو لم
تقض للشمس كسفة أو اُفول
ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي ، ومنع ابن درستويه زيادتها بعد النفي ، وليس بشيء ، لقول أبي الرميح الخزاعي :
٨٢ ـ تبكّى على آل النبي محمّد
وما أكثرت في الدمع لابل أقلّت (٣)
(بَلْهَ)
بَلى على ثلاثة أوجه : اسم لـ «دع» ومصدر بمعنى الترك ، واسم مرادف لـ «كيف» ، وما بعدها منصوب على الأوّل ومخفوض على الثاني ومرفوع على الثالث وفتحها بناء على الأول والثالث وإعراب على الثاني. وقد روي بالأوجه الثلاثة قول كعب بن مالك يصف السيوف :
__________________
١ ـ قال ابن هشام في بحث «لا» العاطفة : فإذا قيل : «جاءني زيد لابل عمرو» فالعاطف «بل» و «لا» ردّ قبلها. وهذا يقتضي أن لا تكون زائدة ، فهو خلاف ظاهر كلامه هنا. فافهم.
٢ ـ لم يسر قائله. شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/١٣ و ٤.
٣ ـ أدب الطف : ١/ ٥٩.