من غيرها ؛ فهي أقوى على التجوز فيها بأن تعمل مضمرة.
(كيف)
ويقال فيها : «كي» كما مرّوهو اسم؛ لدخول الجار عليه بلاتأويل في قولهم : «على كيفَ تبيعُ؟» ولإبدال الاسم الصريح منه ، نحو : «كيفَ أنتَ؟ أصحيحٌ أم سقيم؟» وللإخبار به مع مباشرته الفعلَ في نحو : «كيف كنت؟» فبالإخبار به انتفتِ الحرفية ، وبمباشرة الفعل انتفت الفعلية.
وتستعمل على وجهين :
أحدهما : أن تكون شرطاً؛ فتقتضي فعلين متفقي اللّفظ والمعنى غير مجزومين ، نحو : «كيف تصنع أصنع» ولا يجوز «كيف تجلس أذهب» باتفاق ، ولا «كيف تجلسْ أجلسْ» بالجزم عندالبصريين إلاّ قُطرُباً؛ لمخالفتها لأدوات الشرط بوجوب موافقة جوابها لشرطها كما مرّ.
وقيل : يجوز مطلقاً ، وإليه ذهب قطرب والكوفيون.
وقيل : يجوز بشرط اقترانها بـ «ما». قالوا : ومن ورودها شرطاً ﴿يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاء﴾ (المائدة / ٦٤) ، وجوابها محذوف لدلالة ما قبلها ، وهذا يُشكل على إطلاقهم أن جوابها يجب مماثلته لشرطها.
الثاني : ـ وهو الغالب فيها ـ أن تكون استفهاماً ، إما حقيقياً ، نحو : «كيف زيد؟» أو غيره ، نحو ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِالله﴾ (البقرة/٢٨) الآية؛ فإنه اُخرج مخرج التعجب.
وتقع خبراً قبل مالا يستغني ، نحو قول الكميت في آل البيت :