ويكون جوابها فعلاً ماضياً اتفاقاً ، وجملة اسمية مقرونة بـ «إذا» الفجائية أو بالفاء عند ابن مالك ، وفعلاً مضارعاً عند ابن عصفور ، دليل الأول : ﴿فَلَمّا نَجّاكُمْ إلى البَرِّ أعْرَضْتُم﴾ (الإسراء/٦٧) والثاني : ﴿فَلَمّا نَجّاهُمْ إلَى البَرّ إذاهُم يُشْركُونَ﴾ (العنكبوت /٦٥) والثالث : ﴿فَلَمّا نَجّاهُمْ إلى البَرّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾ (لقمان /٣٢) والرابع : ﴿فَلَمّا ذَهَبَ عَنْ إبراهيمَ الرّوعُ وَجاءتْهُ البُشرى يُجادِلُنا﴾ (هود /٧٤) وهو مؤول بـ «جادلَنا» وقيل في آية الفاء : إن الجواب محذوف ، أي : انقسموا قسمين : فمنهم مقتصد ، وفي آية المضارع إن الجواب : «جاءتْهُ الْبُشْرى» على زيادة الواو ، أو محذوف ، أي : أقبل يجادلنا.
الثالث : أن تكون حرف استثناء ، فتدخل على الجملة الاسمية ، نحو : ﴿اِن كُلُّ نَفْس لَمّا عَلَيها حافِظٌ﴾ (الطارق /٤) فيمن شدد الميم ، وعلى الماضي لفظاً لامعنى ، نحو : «أنشدُكَ الله لمّا فعلتَ» أي : ما أسألك إلا فعلك.
(لن)
حرف نفي ونصب واستقبال كقول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حين سأله علي عليهالسلام : «ما يبكيك؟ : ضغائنُ في صدور أقوام لن يَبدُوها حتى يفقدوني أو يفارقوني» (١).
ولاتفيد توكيد النفي خلافاً للزمخشري في كشّافه ، ولا تأبيده خلافاً له في اُنموذجه وكلاهما دعوى بلا دليل ، قيل : ولو كانت للتأبيد لم يقيّد منفيها بـ «اليوم» في ﴿فَلَنْ اُكَلِّمَ الْيَومَ إنسِيّاً﴾ (مريم /٢٦) ولكان ذكر الأبد في قوله : ﴿وَلَنْ يَتَمَنّوْهُ أبداً﴾ (البقرة /٩٥) وقول الكميت :
__________________
١ ـ الإيضاح : ٤٥٤.