مجيء العذاب فنفعها ذلك ، وهو تفسير الأخفش والكسائي والفراء وعلي بن عيسى والنَحّاس ، ويؤيده قراءة اُبيّ وعبدالله : «فَهَلا كانَت» ويلزم من هذا المعنى النفي ، لأن التوبيخ يقتضي عدم الوقوع ، فإن احتج محتج للهروي بأنه قرئ بنصب «قوم» على أصل الاستثناء ، ورفعه على الإبدال ، فالجواب : أنّ الإبدال يقع بعد ما فيه رائحة النفي كقول الأخطل :
٢٤٧ ـ وبالصّريمة منهم مَنزل خَلَقٌ
عاف تغيّر إلاّ النّؤىُ والوَتدُ (١)
فرفع لما كان «تغير» بمعنى «لم يبق على حاله» ؛ ويوضح لك ذلك أن البدل في غير الموجب أرجح من النصب ، وقد اجتمعت السبعة على النصب في ﴿إلاّ قَوْمَ يُونُسَ﴾ (يونس /٩٨) فدل على أن الكلام موجب ، ولكن فيه رائحة غير الإيجاب.
(لو ما)
بمنزلة «لولا» تقول : «لوما زيد لأكرمتك» وفي التنزيل : ﴿لَوْما تأتِينا بِالْمَلائكَةِ إن كنتَ مِنَ الصادِقين﴾ (الحجر/٧).
(ليت)
حرف تمنّ يتعلق بالمستحيل غالباً كقول أبي العتاهية :
٢٤٨ ـ فياليتَ الشبابَ يعودُ يوماً
فاُخبرَهُ بما فعلَ المشيبُ (٢)
وبالممكن قليلاً.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٦٧٠ و ٦٧١.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/١٦٣. وأهمله السيوطي ؛ لتأخّر قائله عن زمن الاستشهاد.