(أو)
حرف عطف ، ذكر له المتأخرون معاني انتهت إلى اثني عشر :
أحدها : الشك ، نحو : ﴿لَبِثنا يوماً أوْ بَعْضَ يوْم﴾ (المؤمنون /١١٣).
الثاني : الإبهام ، نحو قوله تعالى : ﴿وَإنّا أوْ إيّاكُمْ لَعَلى هُدىً﴾ (سبأ /٢٤) وقول الشاعر (١) :
٥٨ ـ نحن أو أنتم الاُْلى ألفَوا الحَـ
ـقَّ ، فبُعداً للمبطلين وسُحقاً
الثالث : التخيير ، وهي الواقعة بعد الطلب ، وقبل ما يمتنع فيه الجمع ، نحو : «تزوّج هندا أو اُختها».
الرابع : الإباحة ، وهي الواقعة بعدالطلب وقبل ما يجوز فيه الجمع ، نحو : «جالس العلماء أو الزهاد».
ومنه قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اُغْدُ عالماً أو متعلّماً أو مستمعاً أو محبّاً لاتكن الخامس فتَهْلِك» (٢) وإذا دخلت «لا» الناهية امتنع فعل الجميع ، نحو : ﴿ولاتُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أوْ كَفُوراً﴾ (الإنسان /٢٤) ؛ إذالمعنى : لا تطع أحدهما ، فأيهما فعله فهو أحدهما ، وكذا حكم النهي الداخل على التخيير ، وفاقاً للسيرافي.
وذكر ابن مالك أن أكثر ورود «أو» للإباحة في التشبيه ، نحو : ﴿فَهِيَ كَالحِجارَةِ أوْ أشَدُّ قَسْوَةً﴾ (البقرة /٧٤) والتقدير ، نحو : ﴿فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى﴾ (النجم /٩) فلم يخصها بالمسبوقة بالطلب.
الخامس : الجمع المطلق كالواو ، قاله الكوفيون والأخفش والجرمي ، واحتجوا بقول أبي ذؤيب الهذلي :
__________________
١ ـ لم يسمّ قائله. شرح شواهد المغني : ١/١٩٤.
٢ ـ المحجّة البيضاء : ١/٢٤.