وحرف تفسير ، تقول : «عندي عسجد أى : ذهب» وما بعدها عطف بيان على ما قبلها ، أو بدل ، لا عطف نسق ، خلافاً للكوفيين وصاحبي المستوفى والمفتاح؛ لأنا لم نر عاطفاً يصلح للسقوط دائماً ، ولا عاطفاً ملازماً لعطف الشيء على مرادفه وتقع تفسيراً للجمل أيضاً ، كقولك : «اُريق رَفده أي : مات».
وإذا وقعت بعد «تقول» وقبل فعل مسند للضمير حكي الضمير ، نحو : «تقول : استكتمتُه الحديث أي : سألتُه كتمانه» يقال ذلك بضم التاء ، ولو جئت بـ «إذا» مكان «أي» فتحت التاء فقلت : «إذا سألته» ؛ لأن «إذا» ظرف لـ «تقول».
(إيْ)
حرف جواب بمعنى «نعم» فيكون لتصديق المخبر ، ولإعلام المُستخبر ، ولوعد الطالب. وزعم ابن الحاجب أنها إنما تقع بعد الاستفهام ، نحو ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أحَقٌّ هُوَ قُل إي وَرَبّي إنّهُ لَحَقٌّ﴾ (يونس /٥٣) ولاتقع عند الجميع إلاّ قبل القسم. وإذا قيل : «إي والله» ثم اُسقطت الواو ، جاز إسكان الياء وفتحها وحذفها وعلى الأول فيلتقي ساكنان على غير حدّهما.
(أيا)
حرف لنداء البعيد وفي الصحاح : أنه حرف لنداء القريب والبعيد ، وليس كذلك ، قال طالب بن أبي طالب :
٦٣ ـ أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا
اُعيذكما بالله أن تحدثا حربا (١)
وقد تبدل همزتها هاء ، فيقال : «هيا».
__________________
١ ـ شرح قطر الندى ، باب عطف البيان : ٣٠٠.