(لكنْ)

ضربان : مخففة من الثقيلة ، وهي حرف ابتداء ، لا يعمل خلافاً للأخفش ويونس؛ لدخولها بعد التخفيف على الجملتين. وخفيفة بأصل الوضع؛ فإن وليها كلامٌ فهي حرف ابتداء لمجرد إفادة الاستدراك ، وليست عاطفة ويجوز أن تستعمل بالواو ، نحو قوله تعالى : ﴿وَلِكنْ كانُوا هُمُ الظّالِمينَ (الزخرف /٧٦) وقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «ألا وإنكم لا تقدِرونَ على ذلك ولكن أعينوني بِوَرع واجتهاد وعِفّة وسَداد» (١) وبدونها ، نحو قول زهير :

٢٢٣ ـ إنّ ابنَورقاءلاتُخشى بَوادِرهُ

لكنْ وقائعهُ في الحربِ تُنتظَرُ(٢)

 وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين :

أحدهما : أن يتقدمها نفي أو نهي ، نحو : «ما قام زيد لكن عمرو» و «لايقم زيد لكن عمرو» فإن قلت : قام زيد ، ثم جئت بـ «لكن» جعلتها حرف ابتداء ؛ فجئت بالجملة فقلت : «لكن عمرو لم يقم» وأجاز الكوفيون «لكن عمرو» على العطف ، وليس بمسموع.

الشرط الثاني : الاّ تقترن بالواو ، قاله الفارسي وأكثر النحويين ، وقال قوم : لاتستعمل مع المفرد إلاّ بالواو.

واختلف في نحو : «ما قام زيد ولكن عمرو» على أربعة أقوال : أحدها ليونس : أنّ «لكن» غير عاطفة ، والواو عاطفة مفرداً على مفرد ، الثاني لابن مالك : أنّ «لكن» غير عاطفة ، والواو عاطفة جملة حذف بعضها على جملة

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ك ٤٥/٩٦٦.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٠٣.

۲۹۱۱