الثاني : أن تكون اسماً نكرة بمعنى وقت فلا تحتاج على هذا إلى تقدير وقت والجملة بعده في موضع خفض على الصفة؛ فتحتاج إلى تقدير عائد منها ، أي : كل وقت رزقوا فيه.

ولهذا الوجه مبعد ، وهو ادعاء حذف عائد الصفة وجوباً ، حيث لم يرد مصرّحاً به في شيء من أمثلة هذا التركيب.

وللوجه الأول مُقرّبان : كثرة مجيء الماضي بعدها ، نحو قوله تعالى : ﴿كُلّما نَضِجَتْ جُلُودُهمْ بَدَّلناهُمْ (النساء/٥٦) ، ﴿كُلّما أضاء لَهُمْ مَشَوا فِيهِ (البقرة / ٢٠) ، وقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «كلّما قَوِيت الحِكمةُ ضَعُفَتِ الشهوةُ» (٢٩٩) ، وأنَّ «ما» المصدرية التوقيتية شرط من حيث المعنى؛ فمن هنا احتيج إلى جملتين إحداهما مرتبة على الاُخرى ، ولا يجوز أن تكون شرطية مثلها في «ما تفعلْ أفعل» ؛ لأمرين : أنّ تلك عامة فلا تدخل عليها أداة العموم ، وأنها لاترد بمعنى الزمان على الأصح.

وإذا قلت : «كلّما استد عيتُكَ فإن زُرتني فعبدي حُرٌّ» فـ «كل» منصوبة أيضاً على الظرفية ، ولكن ناصبها محذوف مدلول عليه بـ «حرّ» المذكور في الجواب ، وليس العامل المذكور؛ لوقوعه بعد الفاء و «إنْ».

(كلاّ)

مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه و «لا» النافية ، قال : وإنما شُدِّدتْ لامها؛ لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين ، وعند غيره هي بسيطة.

وهي عند سيبويه والخليل والمبرّد والزجاج وأكثر البصريين حرف معناه

__________________

١ ـ غررالحكم : ٢/٥٧١.

۲۹۱۱