لالتقاء السّاكنين ، نحو : ﴿يَوْمَئذ يَفْرَحُ المُؤمنُونَ بِنَصْرِالله﴾ (الروم /٤ و ٥).
وزعم الأخفش أن «إذ» في ذلك معربة لزوال افتقارها إلى الجملة وأن الكسرة إعراب ، لأن اليوم مضاف إليها. وردّ بأن بناءها لوضعها على حرفين وبأن الافتقار باق في المعنى كالموصول الذي تحذف صلته لدليل وبأن العوض ينزّل منزلة المعوّض عنه فكأن المضاف إليه مذكور.
(إذا)
على وجهين :
الأول : أن تكون للمفاجأة فتختصّ بالجمل الاسميّة ، ولا تحتاج لجواب ، ولاتقع في الابتداء ، ومعناها الحال باعتبار ما قبلها ، نحو : ﴿فَألْقاها فَإذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى﴾ (طه /٢٠).
وهي حرف عند الأخفش ، ويرجّحه قولهم : «خرجت فإذا إنّ زيداً بالباب» بكسر «انّ» ؛ لأنّ «إنّ» لايعمل ما بعدها فيما قبلها ، وظرف مكان عند المبرّد ، وظرف زمان عند الزّجاج. واختار الأوّل ابن مالك ، والثّاني ابن عصفور ، والثّالث الزمخشري ، وزعم أن عاملها فعل مقدر مشتق من لفظ المفاجأة ، قال في قوله تعالى : ﴿ثُمَّ إذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأرضِ إذا أنْتُمْ تَخْرُجُونَ﴾ (الروم /٢٥) : إن التقدير : إذا دعاكم فاجأتم الخروج في ذلك الوقت. ولايعرف هذا لغيره ، وإنما ناصبها عندهم الخبر المذكور في نحو : «خرجت فإذا زيد جالس». أو المقدّر في نحو : «فإذا الأسد» أي : حاضر ، وإذا قدّرت أنها الخبر فعاملها «مستقر» أو «إستقر».
ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلاّ مصرّحاً به ، نحو : ﴿فإذا هِيَ شاخِصَةٌ أبصارُ الّذينَ كَفَرُوا﴾ (الأنبياء /٩٧)