وحكمه أن ينصب الاسم ويرفع الخبر ، قال الفراء وبعض أصحابه : وقد ينصبهما كقوله (١) :
٢٤٩ ـ
ياليتَ أيام الصّبا رواجعا
وهو محمول على حذف الخبر ، وتقديره : «أقبلتْ» لا «تكون» خلافاً للكسائي؛ لعدم تقدم «إنْ ولوْ» الشرطيتين.
وتقترن بها «ما» الحرفية فلا تزيلها عن الاختصاص بالأسماء ، لايقال : «ليتما قام زيد» خلافاً لابن أبي الربيع وطاهر القزويني ، ويجوز حينئذ إعمالها؛ لبقاء الاختصاص وإهمالها حملاً على أخواتها.
(ليس)
ليس كلمة دالة على نفي الحال ، وتنفي غيره بالقرينة ، نحو : «ليسَ خَلَقَ الله مثله» وقول الأعشى في النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
٢٥٠ ـ لهُ نافلاتٌ ما يُغِبُّ نَوالُها
وليسَ عطاءُ اليومِ مانِعَهُ غدا (١)
وهي فعل لايتصرف ، وزنه «فعِل» بالكسر ، ثم التزم تخفيفه ، ولم نقدره «فعَلَ» بالتفح؛ لأنه لا يخفف ، ولا «فَعُلَ» بالضم؛ لأنه لم يوجد في يائي العين إلا في «هَيُؤ» وسمع : «لُستُ» بضم اللام ، فيكون على هذه اللغة كـ «هَيُؤ».
وزعم ابن السراج أنه حرف بمنزلة «ما» وتابعه الفارسي في الحلَبيات وابن شقير وجماعة ، والصواب : الأول؛ بدليل : ولستُما ولستنّ وليْسا وليْسوا
__________________
١ ـ فقال السيوطي : «قال الجمحي في طبقات الشعراء : هو للعجاج». شرح شواهد المغني : ٢/٦٩٠.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٠٤.