الضمير ، وتمامها على تقدير خلوها منه ، ونظير هذا المثال : قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «فإن المدبر عسى أن تزلّ به إحدى قائمتيه» (١) وإذا قلت : عسى أن يقوم زيد» احتمل الوجهين أيضاً ، ولكن يكون الإضمار في «يقوم» لا في «عسى» أللهم إلاّ أن تقدر العاملين تنازعا «زيداً» فيحتمل الإضمار في «عسى» على إعمال الثاني. ونظيره : قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وما عسى أن يكون بقاء من له يوم لايعدوه» (٢) وإذا قلت : «عسى أن يضرب زيدٌ عمراً» فلا يجوز كون «زيد» اسم «عسى» لئلا يلزم الفصل بين صلة «أن» ومعمولها وهو «عمراً» بالأجنبي وهو «زيد» ونظيره : قوله تعالى : ﴿عَسى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً﴾ (الإسراء/ ٧٩).
(عَلُ)
اسمٌ بمعنى «فوق» والتزموا فيه أمرين :
أحدهما : استعماله مجروراً بـ «من» والثاني : استعماله غيرَ مضاف ، فلا يقال : «أخذتُهُ من عل السطح» كما يقال : «من علوه» وأمّا قوله (٣) :
١٢٢ ـ يارُبَّ يوم لي لا اُظَلَّلُه
أرمَضُ من تحتُ وأضحي من عَلُهْ
فالهاء للسكت؛ بدليل أنه مبنى ، ولا وجه لبنائه لوكان مضافاً.
ومتى اُريد به المعرفة كان مبنياً على الضم كما في هذا البيت؛ إذ المراد فوقية نفسه لافوقية مطلقة ، والمعنى : أنه تُصيبه الرّمضاء من تحته وحَرُّالشّمس من فوقه.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٩٩/٢٩٥.
٢ ـ نهج البلاغة : ط ٩٨/ ٢٩٢.
٣ ـ نسب إلى أبي الهجنجل وأبي ثروان. شرح شواهد المغني : ١/٤٤٨. ونسبه البغدادي إلى الأوّل ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٣٥٦.