تكريرها ، نحو : «كلايَ وكلاكَ مُحسنان» ، وأجاز الكوفيون إضافتها إلى النكرة المختصّة ، نحو : «كلا رجلينِ عندكَ مُحسنان» ؛ فإن «رجلين» قد تخصصا بوصفهما بالظرف ، وحَكَوا : «كلتا جاريتين عندك مقطوعة يدُها» أي : تاركة للغَزل.
ويجوز مراعاة لفظ «كلا وكلتا» في الإفراد ، نحو : ﴿كِلْتا الجَنّتينِ آتَتْ اُكُلَها﴾ (الكهف / ٣٣) ، ومراعاة معناهما ، وهو قليل ، وقد اجتمعا في قول الفرزدق :
١٧٨ ـ كلاهما حين جدّ الجَري بينهما
قدْ أقلعا ، وكلا أنفيهما رابي (١)
فإذا قيل : «زيد وعمرو كلاهما» فإن قدر «كلاهما» توكيداً ، قيل : «قائمان» لا «قائم» : لأنه خبر عن «زيد وعمرو» وإن قدر مبتدأ فالوجهان ، والمختار الإفراد ، وعلى هذا فإذا قيل : «إنّ زيداً وعمراً» فإن قيل : «كليهما» قيل : «قائمان» أو «كلاهما» فالوجهان. ويتعين مراعاة اللفظ في نحو : «كلاهما محب لصاحبه» ؛ لأن معناه : «كلّ منهما» ، وقول عبدالله بن جعفر :
١٧٩ ـ كلانا غنيٌ عن أخيهِ حياتَهُ
ونحنُ إذا متنا أشدُّ تَغانيا (٢)
(كم)
على وجهين : خبريّة بمعنى «كثير» كقول الكميت في الإمام علي عليهالسلام :
١٨٠ ـ كم له ثُم كم له من قتيل
وصَريح تحت السَنابك دامي (٣)
واستفهامية بمعنى «أيّ عدد» كقولك : «كم مالك؟».
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٥٢.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٥٥.
٣ ـ شرح الهاشميات : ٣٠.