٢٨١ ـ يُذَكِّرنَ ذا البَثِّ الحزين بِبَثِّه

إذا حَنَّتِ الاُولى سَجَعْنَ لها معا (١)

(مَنْ)

على أربعة أوجه :

الأول : الشرطية ، نحو قوله تعالى : ﴿مَنْ يَعْمَلْ سَوءً يُجْزَبِهِ (النساء /١٢٣) وقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من يرد الله به خيراً يفقّهه في الدين» (٢).

الثاني : الاستفهامية ، نحو قوله تعالى : ﴿فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (طه /٤٩) وقول حسان في علي عليه‌السلام :

٢٨٢ ـ من كان في القرآن سمّي مؤمناً

في تسع آيات تُلينَ غزارا؟ (٣)

وإذا قيل : «من يفعل هذا إلاّ زيد؟» فهي «مَن» الاستفهامية اُشربت معنى النفي ، ومنه : ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ الله (آل عمران /١٣٥) ولايتقيد جواز ذلك بأن يتقدمها الواو خلافاً لابن مالك؛ بدليل : ﴿مَنْ ذَا الّذي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إلاّ بِإذنه (البقرة /٢٥٥).

وإذا قيل : «من ذا لقيتَ؟» فـ «من» مبتدأ و «ذا» خبرٌ موصول ، والعائد محذوف ، ويجوز على قول الكوفيين في زيادة الأسماء ، كونُ «ذا» زائدة ، و «من» مفعولاً. وظاهر كلام جماعة أنه يجوز في «من ذا لقيت؟» أن تكون «من» و «ذا» مركبتين كما في قولك : «ما ذا صنعت؟». ومنع ذلك ابوالبقاء في مواضع من إعرابه وثعلب في أماليه وغيرها ، وخصوا جواز ذلك بـ «ماذا» ؛ لأن «ما» أكثر إبهاماً ،

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/ ٥٦٧.

٢ ـ كنز العمال : ١٠/ ح ٢٨٧٠٥ و ٢٨٧٠٧.

٣ ـ الغدير : ٢/٤٧.

۲۹۱۱