الرابع : نون الوقاية ، وتسمى نون العِماد أيضاً ، وتلحق قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة :
أحدها : الفعل ، متصرفاً كان كقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «غَدَاً تَرَوْنَ أيّامي ، ويُكشَفُ لكم عن سرائري ، وتعرفونَني بعد خلوّ مكاني وقيام غيري مقامي» (١).أو جامداً كقولهم : «عليه رجلاً ليسني». وأمّا قوله (٢) :
٣٠٢ ـ عَدَدْتُ قَومي كَعدِد الطّيْسِ
إذْ ذهبَ القومُ الكِرامُ لَيْسي
فضرورة.
الثاني : اسم الفعل ، نحو : «دَراكني وتَراكِني وعليكني» بمعنى «أدركني واتركني والزمني».
الثالث : الحرف ، نحو : «إنَّني» وهي جائزة الحذف مع «إنّ وأنّ ولكنّ وكأن» وغالبة الحذف مع «لعلّ» وقليلة مع «ليت».
وتلحق أسضاً قبل الياء المخفوضة بـ«من وعن» إلا في الضرورة ، وقبل المضاف إليها «لدُنْ» أو «قطْ» إلا في قليل من الكلام ، وقد تلحق وفي غير ذلك شذوذاً كقولهم : «بَجلني» بمعنى «حسبي».
(نعم)
بفتح العين ، وكنانة تكسرها ، وبها قرأ الكسائي ، وبعضهم يبدلها حاء ، وبها قرأ ابن مسعود ، وبعضهم يكسر النون إتباعاً لكسرة العين تنزيلاً لها منزلة الفعل في قولهم : «نِعِمَو شِهِدَ» بكسرتين ، كما نُزّلت «بلى» منزلة الفعل في الإمالة.
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ١٤٩ / ٤٥٤ و ٤٥٥.
٢ ـ قال السيوطي : عزي لرؤبة. شرح شواهد المغني : ١/ ٤٨٨.