٥٩ ـ وكانَ سِيّانِ أنْ لا يسرحُوا نَعَماً
أو يسرحُوهُ بها واغبرّت السُوحُ (١)
أي : وكان الشأن : ألا يرعوا الإبل وأن يرعوها سيان؛ لوجود القحط ، وإنما قدرنا «كان» شأنية؛ لئلا يلزم الإخبار عن النكرة بالمعرفة ، وقول النابغة :
٦٠ ـ قالت : ألا ليتما هذا الحمامُ لنا
إلى حمامتنا أو نصفُه فَقَدِ
فحَسبوه فألْفَوه كما ذكرت
تسعاًوتسعين لم تنقُص ولم تَزِدِ (٢)
ويقويه أنه روي «ونصفه».
السادس : الإضراب كـ «بل» فعن سيبويه : إجازة ذلك بشرطين : تقدم نفي أو نهي ، وإعادة العامل ، نحو : «ما قام زيد أو ما قام عمرو» ، و «لا يقم زيد أو لايقم عمرو» ، وقال الكوفيون وأبو علي وأبوالفتح وابن برهان ، تأتي للإضراب مطلقاً احتجاجاً (٣) بقراءة أبي السمّـال : ﴿أو كُلّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (البقرة /١٠٠) بسكون الواو.
السابع : التقسيم ، نحو قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وإنّه لابُدَّ للناس من أمير
__________________
١ ـ روي البيت :
وقال رائدهم سيّانِ سيركم
وأن تُقيموا به واغبرت السُوح
ولا شاهد فيه على ذلك. راجع شرح شواهد المغني : ١/١٩٨ و ١٩٩.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٢٠٠.
٣ ـ احتجاج اُدباء العامة بالقراءات التي لا تتداول بين الناس كقراءة «أو» في الآية مبني على حجيتها ولكن الحق عدم حجيتها ولو نقلت من القراء السبعة ، فلا يستدل بها على حكم أدبي أوشرعي. والدليل على ذلك : أن كل واحد من القراءات يحتمل فيه الغلط والاشتباه ولم يرد دليل من العقل ولا من الشرع على وجوب اتباع قارئ منهم بالخصوص. راجع لتحقيق المطلب : البيان في تفسير القرآن ، نظرة في القراءات.