﴿وما رَبُّكَ بِظلاّم (فصّلت / ٤٦) : إن «فعّالاً» هنا ليس للمبالغة بل للنسب أي : وما ربك بذي ظلم؛ لأن الله تعالى لايظلم الناس شيئاً. ولا يقال : «لقيت منه أسداً أو بحراً» أو نحو ذلك إلاّ عند قصد المبالغة في الوصف بالإقدام والكرم.

السادس : التوكيد بالنفس والعين ، وجعل منه بعضهم قوله تعالى : ﴿يَتَرَبَّصْنَ بِأنْفُسِهِنَّ (البقرة / ٢٢٨) ، وفيه نظر؛ إذ حق الضمير المرفوع المتصل المؤكد بالنفس أو العين أن يؤكد أوّلاً بالمنفصل كـ «قمتم أنتم أنفسكم».

(بَجَلْ)

على وجهين : حرف بمعنى «نعم» واسم وهي على قسمين : اسم فعل بمعنى «يكفي» واسم مرادف لِـ «حسب» ويقال على الأوّل : «بجلْني» وهو نادر ، وعلى الثاني : «بجلي».

(بَلْ)

حرف إضراب ، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إمّا إلا بطال ، نحو : ﴿وَقالُوا اتّخَذَ الرّحمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ ، بَلْ عِبادٌ مُكْرمُونَ (الأنبياء / ٢٦) أي : بل هم عباد ، ونحو : ﴿أمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنّةٌ بَلْ جاءهُمْ بِالحَقّ (المؤمنون / ٧٠) وإمّا الانتقال من غرض إلى آخر ، نحو قوله تعالى : ﴿قَد أفْلَحَ مَنْ تَزَكّى وَذَكَرَاسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى بَلْ تؤثِرُونَ الحَيوةَ الدُّنيا (الأعلى / ١٤ ـ ١٦) وقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عليّ عليه‌السلام : «ما أنا انتجَيْتُه بل الله انتجاه» (١) وهي في ذلك كلّه حرف ابتداء لاعاطفة على الصحيح.

__________________

١ ـ مناقب ابن مغازلي : ١١٧.

۲۹۱۱