فكيف تحدثنا وإن لم تكن «كيف» مذكورة ، انتهى. وهذا يقتضي أن «كما» ليست محذوفة ، بل أن المعنى يعطيها ، فهو تفسير معنى لا تفسير إعراب.

تنبيه

قيل : الفاء تكون للاستئناف كقول جميل بن عبدالله :

١٤٨ ـ ألم تَسأل الرَّبعَ القَواء فَينْطِقُ

وَهل تُخبرنْكَ اليوم بَيْداء سَمْلَقُ (١)

أي : فهو ينطق. لأنها لو كانت للعطف لجزم ما بعدها ، ولو كانت للسببية لنصب ، ومثله : (فَإنّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (البقرة /١١٧) بالرفع ، أي : فهو يكون حينئذ.

والتحقيق : أن الفاء في نحوهما للعطف ، وأن المعتمد بالعطف الجملة ، لا الفعل ، وإنّما يقدر النحويون كلمة «هو» ليبينوا أن الفعل ليس المعتمد بالعطف.

(في)

حرف جر له عشرة معان :

أحدها : الظرفية ، وهي إمّا مكانية كقول حسان في رثاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

١٤٩ ـ أاُقيم بعدك في المدينة بينهم

يا لهفَ نفسي ليتني لم اُولَدِ (٢)

أو زمانية كقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «المهدي منّا أهل البيت يصلح الله له

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٤٧٤.

٢ ـ ديوان حسان بن ثابت : ٢٠٨.

۲۹۱۱