«وحاش أن تلي للمسلمين بعدي صدراً أو ورداً» (١) والصحيح : أنها اسم مرادف للبراءة بدليل قراءة أبي السمال : (٢) «حاشاً لله» بالتنوين كما يقال : «براءةً لله من كذا» وإنّما ترك التنوين في قراءة الأكثر؛ لبناء «حاشا» ؛ لشبهها بـ «حاشا» الحرفية.

الثالث : أن تكون للاستثناء ، فذهب سيبويه وأكثر البصريين إلى أنها حرف دائماً بمنزلة «إلاّ» لكنّها تجرالمستثنى ، وذهب جماعة إلى أنها تستعمل كثيراً حرفاً جاراً ، وقليلاً فعلاً متعدياً جامداً؛ لتضمّنه معنى «إلاّ» وسمع : «اللهم اغفرلي ولمن يسمع حاشا الشيطان وأبا الأصبغ».

وفاعل «حاشا» ضمير مستتر عائد إلى مصدر الفعل المتقدم عليها ، أو اسم فاعله ، أو البعض المفهوم من الاسم العام ، فإذا قيل : «قام القوم حاشا زيداً» ؛ فالمعنى : جانب هو أي : قيامهم ، أو القائم منهم ، أو بعضهم زيداً.

(حتّى)

حرف يأتي لأحد ثلاثة معان : انتهاء الغاية وهو الغالب ، والتعليل ، وبمعنى «إلاّ» في الاستثناء وهذا أقلّها وقلّ من يذكره ، وتستعمل على ثلاثة أوجه :

أحدها : أن تكون حرفاً جاراً بمنزلة «إلى» في المعنى والعمل ، ولكنها تخالفها في ثلاثة اُمور :

الأول : أن لمخفوضه شرطين ، أحدهما عام ، وهو أن يكون ظاهراً لامضمراً ،

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ك ٦٥/ ١٠٥٩.

٢ ـ الكشاف : ٢/ ٤٦٥.

۲۹۱۱