ومنها : أن ذلك من كلام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأصحابه حين أخبرهم بالمنام ، فحُكي ذلك لنا.
(أنّ)
على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرف توكيد ، تنصب الاسم وترفع الخبر كقول اُم البنين فاطمة بنت حزام :
٥٤ ـ ياليت شعري أكما أخبروا
بأنّ عبّاساً قطيع الوَتين؟ (١)
والأصح : أنها فرع عن «إنّ» المكسورة ، ومن هنا صحّ للزمخشري أن يدّعي أنّ «أنّما» بالفتح تفيد الحصر كـ «إنّما». وقد اجتمعتا في قوله تعالى : ﴿قُلْ إنّما يُوحى إلَيّ أنَّما إلهُكُم إلهٌ واحِدٌ﴾ (الأنبياء /١٠٨).
ودعوى أن الحصر هنا باطلة؛ لاقتضائها أنه لم يوح إليه غير التوحيد مردود؛ بأنه حصر مقيّد؛ إذ الخطاب مع المشركين ، فالمعنى : ما اُوحي إليّ في أمر الربوبية إلاّ التوحيد لا الإشراك.
والأصح أيضاً : أنها موصول حرفي مؤوّل مع معموليه بالمصدر ، فإن كان الخبر مشتقّاً فالمصدر المؤول به من لفظه ، فتقدير ﴿ألم تر أنّ الله أنزل من السماء ماءً﴾ (الحج / ٦٣) و «وعلمت أنّ كثير ما أسألك يسير في وجدك» (٢) : «ألم تر إنزال الله من السماء ماء» و «وعلمت يُسر كثير ما أسألك في وُجدك»
__________________
١ ـ أدب الطف : ١ / ٧١.
٢ ـ الصحيفة الكاملة السجادية ، الدعاء الثالث عشر : ١٠٣.