تنبيهان

الأول : أنه سمع : «أمّا العبيدَ فذو عبيد» بالنصب «وأمّا قريشا فأنا أفضلها» وفيه دليل على اُمور :

أحدها : أنه لا يلزم أن يقدر «مهما يكن من شيء» بل يجوز أن يقدر غيره مما يليق بالمحل؛ إذالتقدير هنا : مهما ذكرت.

الثّاني : أنّ «أمّا» ليست العاملة ، إذ لا يعمل الحرف في المفعول به.

الثالث : أنه يجوز «أمّا زيدا فإني اُ كرم» على تقدير العمل للمحذوف.

التنبيه الثاني : أنه ليس من أمثلة «أمّا» التي في قوله تعالى : ﴿أمّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (النمل /٨٤) بل هي كلمتان : «أم» المنقطعة و «ما» الاستفهامية.

(إمّا)

قد تفتح همزتها وقد تبدل ميمها الاُولى ياءً. و «إمّا» عاطفة عند الأكثر ومرادهم «إمّا» الثانية في نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «فإنّهم صنفان إمّا أخ لك في الدين ، وإمّا نظير لك في الخلق» (١).

وزعم يونس والفارسي وابن كيسان أنها غير عاطفة كالاُولى ، ووافقهم ابن مالك ؛ لملازمتها غالباً الواو العاطفة.

ولاخلاف في أن «إمّا» الاُولى غير عاطفة؛ لاعتراضها بين العامل والمعمول في نحو : «قام إمّا زيد وإمّا عمرو» وبين أحد معمولي العامل ومعموله الآخر في نحو «رأيت إمّا زيداً وإمّا عمراً» وبين المبدل منه وبدله ، نحو قوله تعالى : ﴿حَتّى إذا

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ك ٥٣ / ٩٩٣.

۲۹۱۱