وتنفرد عن السين بدخول اللام عليها ، نحو : ﴿وَلَسَوْفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضى﴾ (الضحى / ٥) وبأنها قد تفصل بالفعل الملغى ، كقول زهير بن أبي سلمى :
١١٣ ـ وماأدريوسوفَ إخالُ أدري
أقومٌ آلُ حِصن أم نساء؟ (١)
(سواء)
تكون بمعنى : «مُستو» فتقصر مع الكسر ، نحو : ﴿مَكاناً سِوىً﴾ (طه / ٥٨) وقد تمدُّ مع الفتح ، نحو : «مررتُ برجل سواء والعدمُ» ، وبمعنى : الوسط ، وبمعنى : التام فتمدّ فيهما مع الفتح ، نحو قوله تعالى : ﴿في سَواء الجَحيمِ﴾ (الصافات / ٥٥) وقولك : «هذا درهمٌ سواء». وبمعنى : القصد فتقصر مع الكسر وهو أغرب معانيها كقول قيس بن الخطيم :
١١٤ ـ فلأصرِفَنَّ سِوى حُذيفةَ مِدْحَتي
لفَتى العَشيّ وفارس الأحزاب (٢)
ذكره ابن الشجري ، وبمعنى : «مكان» أو «غير» على خلاف في ذلك ، فتمدّ مع الفتح وتقصر مع الضمّ ويجوز الوجهان مع الكسر ، وتقع هذه صفة واستثناء كما تقع «غير» ، وهو عند الزجاجي وابن مالك كـ «غير» في المعنى والتصرف ، فتقول : «جاءني سواك» بالرفع على الفاعلية ، و «رأيتُ سواك» بالنصب على المفعولية و «ما جاءني أحد سواك» بالنصب والرفع وهو الأرجح ، وعند سيبويه والجمهور أنها ظرف مكان ملازم للنصب ، لا يخرج عن ذلك إلاّ في الضرورة.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني : ١/١٣٠.
٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٣/٢٢٠.