الخبر للتصديق.
وقد يمتنع كونها للزجر ، نحو : ﴿وَما هِيَ إلاّ ذِكرى لِلبَشَرِ كَلاّ والْقَمَرِ﴾ (المدثر/٣١ و ٣٢)؛إذ ليس قبلها ما يصح رَدُّه.
(كلا وكلتا)
مفردان لفظاً ، مُثنّيان معنىً ، مضافان أبداً لفظاً ومعنىً إلى كلمة واحدة معرفة دالة على اثنين ، إما بالحقيقة والتنصيص ، نحو قوله تعالى : ﴿كِلْتا الْجَنّتَيْن﴾ (الكهف/٣٣) وقول حسّان :
١٧٥ ـ لساني وسيفي صارمان كلاهما
ويبلغ مالا يبلغ السيف مِذوَدي (١)
وإما بالحقيقة والاشتراك ، نحو : «كلانا» فإن «نا» مشتركة بين الاثنين والجماعة أو بالمجاز كقول عبدالله بن الزِّبَعْري :
١٧٦ ـ إنّ للخيرِ وللشّرِّ مَدى
وكلا ذلكَ وَجْهٌ وقَبلْ (٢)
فإن «ذلك» حقيقةٌ في الواحد ، واُشير بها إلى المثنى على معنى : وكلاما ذكر ، على حدها في قوله تعالى : ﴿لافارضٌ ولا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِك﴾ (البقرة / ٦٨).
وقولنا : كلمة واحدة احتراز من قول أبي الشِّعر الهلالي :
١٧٧ ـ كِلا أخيوخليلي واجِدى عَضُداً
في النائبات وَإلمام المُلِمّاتِ (٣)
فإنه ضرورة نادرة ، وأجاز ابن الأنباري إضافتها إلى المفرد بشرط
__________________
١ ـ ديوانحسّان بن ثابت : ١٣٢.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٥٤٩.
٣ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/٢٥٧.