﴿هذا ذِكْرٌ مِنْ مَعي﴾ (الأنبياء/٢٤) وتسكينُ عينه لغة غَنم وربيعة ، لاضرورة خلافاً لسيبويه ، واسميتها حينئذ باقية ، وقولُ النحّاس : «إنها حينئذ حرف بالإجماع» مردودٌ.
وتستعمل مضافة ، فتكون ظرفاً ، ولها حينئذ ثلاثة معان :
أحدها : موضع الاجتماع ولهذا يخبر بها عن الذوات ، نحو قوله تعالى : ﴿والله مَعَكُمْ﴾ (محمّد /٣٥) وقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «علي مع القرآن والقرآن معه لن يفترقا حتي يردا عَلَيَّ الحوضَ» (١).
الثاني : زمانه نحو : «جِئتُك معَ العصر».
الثالث : مرادفة «عندَ» وعليه القراءة وحكاية سيبويه السابقتان.
ومفردة ، فتنّون ، وتكون حالاً ، وقد جاءت ظرفاً مخبراً به في نحو قوله : (٢)
٢٧٩ ـ أفيقُوا بني حرب وأهواؤنا معاً
وأرْحامُنا موصولةٌ لم تَقَضّبِ
وقيل : هي حال ، والخبر محذوف ، وهي في الإفراد بمعنى «جميعاً».
وتستعمل للاثنين والجماعة ، نحو قول مطيع بن إياس :
٢٨٠ ـ كنتُ وَيَحْيى كيدَي واحِد
نَرْمي جميعاً ونرامي معا (٣)
مَنْ وقول متمم بن نويرة الير بوعي :
__________________
١ ـ كشف الغمة : ١/١٤٦.
٢ ـ قال السيوطي : «قال التبريزي : يقال : هذا الشعر لجندل بن عمرو». شرح شواهد المغني : ٢/٧٤٦.
٣ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٦/١١.