فحسن أن تجعل مع غيرها كشيء واحد؛ ليكون ذلك أظهر لمعناها ، ولأن التركيب خلافُ الأصل ، وإنما دل عليه الدليل مع «ما» وهو قولهم : «لماذا جِئتَ؟» بإثبات الألف.
الثالث : الموصولة في نحو قوله تعالى : ﴿ألمْ تَرَ أنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السّمواتِ وَمَنْ في الأرضِ﴾ (الحج /١٨) وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلاّ مَنْ عَصَمَ الله» (١).
الرابع : النكرة الموصوفة ، ولهذا دخلت عليها «رُبَّ» في قول سويد بن أبي كاهل اليشكري :
٢٨٣ ـ رُبّ مَنْ أنضجتُ غيْظاً قلبَهُ
قدْ تمنّى لِي موتاً لم يُطَعْ (٢)
ووصفت بالنكرة في نحو قولهم : «مَررتُ بمن مُعجب لك» وقول حسان :
٢٨٤ ـ فكفى بنافضلاًعلى من غيرِنا
حُبٌّ النّبيّ محمد إيّانا (٣)
ويروى برفع «غير» فيحتمل أن «من» على حالها ، ويحتمل الموصولية ، وعليهما فالتقدير : على مَن هو غيرُنا ، والجملة صفة أو صلة.
تنبيهان
الأول : تقول : «مَن يكرمني اُكرمه» فتحتمل «من» الأوجه الأربعة ، فإن قدرتها شرطية جزمت الفعلين ، أو موصولة أو موصوفة رفعتهما ، أو استفهامية رفعت الأول وجزمت الثاني؛ لأنه جواب بغير الفاء ، و «مَن» فيهن
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٠١/٦٦٦.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧٤٠.
٣ ـ تقدم تحقيقه برقم ٧٨.