لا أطورُبه ما سَمَرَ سَميرٌ وَما أمَّ نجمٌ في السّماء نجماً» (١).

ولو كان معنى كونها زمانية أنها تدل على الزمان بذاتها لا بالنيابة لكانت اسماً ولم تكن مصدرية.

وإنّما عبّر هنا بـ «الزمانية» دون الظرفية؛ ليشمل نحو : ﴿كُلّما أضاء لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ (البقرة/٢٠) فإن الزمان المقدر هنا مخفوض ، أي : كل وقت إضاءة ، والمخفوض لايسمى ظرفاً.

ولاتشارك «ما» في النيابة عن الزمان «أن» خلافاً لابن جني ، وحمل عليه قوله ساعدة بن جؤيّة :

٢٦٢ ـ وتَالله ما إنْ شَهْلَةٌ اُمُّ واحد

بأوجدَ منّي أن يُهانَ صغيرُها (٢)

وتبعه الزمخشري ، وحمل عليه قوله تعالى : ﴿أنْ آتاهُ الله المُلْك (البقرة/٢٥٨) ﴿إلاّ أنْ يَصّدّقُوا (النساء /٩٢) ﴿أتَقْتُلُونَ رَجُلاً أنْ يَقُولَ رَبّيَ الله (غافر/٢٨) ومعنى التعليل في البيت والآيات ممكن ، وهو متفق عليه؛ فلا معدل عنه.

الوجه الثالث : أن تكون زائدة ، وهي نوعان : كافة وغير كافة.

والكافة : ثلاثة أنواع :

أحدها : الكافة عن عمل الرفع ، ولا تتصل إلا بثلاثة أفعال : «قلَّ وكثُرَ وطال» وعلة ذلك شبههن بـ «رب» ولا يدخلن حينئذ إلا على جملة فعليه صُرّحَ

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ١٢٦/ ٣٨٩ و ٣٩٠.

٢ ـ شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٤٤.

۲۹۱۱