بفعلها كقوله (١) :
٢٦٣ ـ قلمّا يبرَحُ اللبيبُ إلى ما
يُورث المجدَ داعياً أو مُجيبا
وزعم بعضهم أن «ما» مع هذه الأفعال مصدرية لاكافة.
الثاني : الكافة عن عمل النصب والرفع ، وهي المتصلة بـ «إن» وأخواتها ، نحو قوله تعالى : ﴿إنّما الله إلهٌ واحِدٌ﴾ (النساء/١٧١) وقول الكميت :
٢٦٤ ـ كأنّي جان محدِث وكأنّما
بهم أتّقي من خشية العار أجْرَب (٢)
وتسمّى المتلوة بفعل مُهيّئة ، وزعم ابن دُرُستَويه وبعض الكوفيين أنّ «ما» مع هذه الحروف اسم مبهم بمنزلة ضمير الشأن في التفخيم والإبهام وفي أن الجملة بعده مفسرة له ، ومخبرٌ بها عنه. ويرده أنها لا تصلح للابتداء بها ، ولا لدخول ناسخ غير «إنّ» وأخواتها. ورده ابن الخباز في شرح الإيضاح بامتناع «إنما أينَ زيدٌ؟» مع صحة تفسير ضمير الشأن بجملة الاستفهام ، وهذا سهو منه؛ إذ لا يفسر ضميرالشأن بالجمل غير الخبرية ، اللهم إلا مع «أن» المخفّفة من الثقيلة فإنه قد يفسر بالدعاء ، نحو : «أما أن جزاك الله خيراً» وقراءة بعض السبعة : ﴿والخامِسَةَ أنْ غَضِبَ الله عَلَيْها﴾ (النور /٩) على أنّا لا نسلم أن اسم «أنْ» المخففة يتعين كونه ضمير شأن؛ إذ يجوز هنا أن يقدر ضمير المخاطب في الأول والغائبة في الثاني.
وقد قال سيبويه في قوله تعالى : ﴿أن يا إبراهيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤيا﴾ (الصافّات /١٠٤ و ١٠٥) : إن التقدير : أنك قد صدقت.
__________________
١ ـ شرح شواهد المغني ٢/٧١٧ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٤٥. لم يسم قائله.
٢ ـ شرح الهاشميات : ٤٦. وضمير «هم» يرجع إلى آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.