وأما أوجه الحرفية :

فأحدها : أن تكون نافية ، فإن دخلت على الجملة الاسمية أعملها الحجازيون والتهاميون والنجديون عمل «ليس» بشروط معروفة ، نحو ﴿ما هذا بَشَراً (يوسف /٣١) ﴿ما هُنَّ اُمَّهاتِهِمْ (المجادلة /٢) وعن عاصم : أنه رفع «اُمهاتهم» على التميمية ، وندر تركيبها مع النكرة تشبيهاً لها بـ «لا» كقوله : (١)

٢٦٠ ـ ومابأسَ لو رَدَّتْ علينا تحيَّةً

قليلٌ على مَنْ يعرفُ الحقّ عابُها

وإن دخلت على الفعلية لم تعمل ، نحو قوله تعالى : ﴿وما تُنْفِقُونَ إلاّ اْبتِغاء وَجْهِ الله (البقرة /٢٧٢) وقول حسان :

٢٦١ ـ بالله ما حَمَلت اُنثى ولا وَضَعت

مثلَ النبيّ رسولِ الرحمة الهادي (٢)

وإذا نفت المضارع تخلّص عندالجمهور للحال ، وردّ عليهم ابن مالك بنحو : ﴿قُلْ ما يَكُونُ لِي أنْ اُبَدِّلَهُ (يونس/١٥) واُجيب بأن شرط كونه للحال انتفاء قرينة خلافه.

الثاني : أن تكون مصدرية ، وهي نوعان : زمانية ، وغيرها.

فغير الزمانية ، نحو : ﴿ضاقَتْ عَلَيْهمُ الأرضُ بِما رَحُبَتْ (التوبة /١١٨).

والزمانية ، نحو قوله تعالى : ﴿ما دُمْتُ حَيّاً (مريم /٣١) أصله : مُدّةَ دوامي حيّاً فحذف الظرف وخلفته «ما» وصلتها كما جاء في المصدر الصريح ، نحو : «جئتُك صلاة العصر» و «آتيك قدوم الحاج» وقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «والله

__________________

١ ـ شرح شواهد المغني : ٢/٧١٥ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٥/٢٣٩. لم يسمّ قائله.

٢ ـ ديوان حسان بن ثابت : ٢٠٧.

۲۹۱۱