كقول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «ليكن زادك التقوى» (١) وسُليم تفتحها ، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها ، نحو : ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤمنوا بي (البقرة/١٨٦) ، وقد تسكن بعد «ثمَّ» ، نحو : ﴿ثُمَّ ليَقْضُوا (الحج/٢٩) ، في قراءة الكوفيين وقالون والبزي ، وفي ذلك ردّ على من قال : إنه خاص بالشعر.

ولا فرق في اقتضاء اللام الطبية للجوم بين كون الطلب أمراً ، نحو : ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ (الطلاق/٧) ، أو دعاء ، نحو : ﴿لِقْضِ عَلَينا رَبُّكَ (الزخرف /٧٧) ، أو التماساً كقولك لمن يساويك : «ليفعل فلانٌ كذا» إذا لم ترد الاستعلاء عليه ، وكذا لو اُخرجت عن الطلب إلى غيره ، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر ، نحو : ﴿مَنْ كانَ في الضّلالَةِ فَلْيَمْدُد لَهُ الرّحْمنُ مَدّاً (مريم/٧٥) ﴿اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ٠العنكبوت /١٢) ، أي : فيمد ونحمل ، أو التهديد ، نحو : ﴿وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ (الكهف /٢٩) ، وهذا هو معنى الأمر في ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ (فصلت /٤٠).

وإذا كان مرفوع فعل الطلب فاعلاً مخاطباً استغني عن اللام بصيغة «إفعل» غالباً ، نحو : قمْ واقعُدْ ، وتجب اللام إن انتفت الفاعلية ، نحو : «لتُعنَ بحاجتي» أو الخطاب ، نحو : «ليقمْ زيد» أو كلاهما ، نحو :»ليُقنَ زيدٌ بحاجتي».

ودخولُ اللام على فعل المتكلم قليلٌ ، سواء أكان المتكلم مفرداً ، نحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قومُوا فلاُصلّ لكم» (٢) أو معه غيره كقوله تعالى : ﴿وقال الّذينَ كَفَرُوا لِلّذين آمنوا اتّبعوا سّبيلَنا وَلنَحْمِلْ خطاياكُم (العنكبوت /١٢) ، وأقلُّ منه دحولها في فعل الفاعل المخاطب كقراءة جماعة : ﴿فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا

__________________

١ ـ غرر الحكم : ٢/٥٨٧

٢ ـ صحيح البخاري : ١/١٠٧.

۲۹۱۱