(يونس /٥٨) ، وفي الحديث النبوي : «لِتأخُذُوا مصافّكم»(١).

وقد تخذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقوله(٢)

١٩٩ ـ فلا تستطل منَّي بقائي ومدَّتي

ولكنْ للخيرِ منكَ نصيبُ

وقوله (٣)

٢٠٠ ـ محمَّد تفدِ نفسَكَ كُلَّ يفسٍ

إذا ما خِفتَ من شيء تَبالا

 أي : وليكنْ ولِتفِدْ والتَّبال : الوبال ، اُبدلت الواو المفتوحة تاء مثل «تقوى».

ومنع المبرد حذف اللام وإبقاء عملها حتى في الشعر ، وقال في البيت الثاني : إنه لا يعرف قائله ، مع احتمابه لأن يكون دعاء بلفظ الخبر ، نحو : «يغفر الله لك»و «يرحمك الله» وحذفت الياء تخفيفاً ، واجتزئ عنها بالكسرة.

وهذا الذي منعة المبرد في الشعر أجازه الشسائي في الكلام ، لكن بشرط بقدم : «قل» وجعل منه ﴿قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ (إبراهيم /٣١) ، أي : ليقيموها ، ووافقه ابن مالك في شرح الكافية ، وزاد عليه أن ذلك يقع في النثر قليلاً بعد القول الخبري ، والحمهورُ على أن الجوم في الآية مثله في قولك : «ائتبي اُكرمك».

وقد اختلف في ذلك على ثلاثة أقوال :

أحدها : للخليل وسيبويه : أنه بنفس الطلب؛ لما تضمنه من معنى «إن» الشرطية كما أن أسماء الشرط إنما جزمت لذلك.

__________________

١ ـ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) ٨/٣٥٤.

٢ ـ لم يسمّ قائله. شرح شواهد المغني : ٢/٥٩٧.

٣ ـ قال السيوطي : «قال المبرد : قائله مجهول». شرح شواهد المغني : ٢/٥٩٧.

۲۹۱۱