هي لام مبينة للمدعوّ له أو عليه إ ، لم يكن معلوماً ، وليس تعدير المحذوف : «أعني» كما رعم ابن عصفور ؛ لأنه يفتدى بنفسه ، بل التقدير : إرادتي لزيد.

ومثال المبينة للفاعلية : «تبّاً لزيد ، وويحاًله»؛ فإنهما في معنى «خسِرَ وهلك»؛ فإن رفعتهما بالابتداء ، فاللام ومجرورها خبر ، ومحلهما الرفع ، ولا تبيين؛ لعدم تمام الكلام.

فإن قلت : «تبّاً له وويحٌ» فنصبت الأول ورفعت الثاني لم يحز ؛ لتخالف الدليل والمدولول عليه؛ إذ اللام في الأول للتبين واللام المحذوفة لغيره.

واختلف في قوله تعالى ﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ هَيْهاتَ هَيْهاتَ لما توعَدونَ (المؤمنون /٣٥و ٣٦) ، فقيل : اللام زائدة ، و «ما» فاعل ، وقيل : الفاعل ضميرمستتر راجع إلى البعث أو الإخراج ؛ فاللام للتبيين وقيل : الفاعل ضمير مستتر راجع إلى البعث أو الإخراج ؛ فاللام للتبيين ، وقيل : «هيهات» متبدأ بمعنى البعد والجار والمجرور خبر.

وأما قوله تعالى : ﴿وَقالَتْ هَيْت لَك (يوسف /٢٣) فيمن قرأ بـ«هاء» مفتوحة و «ياء» ساكنة و «تاء» مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة ، فـ«هيت» اسم فعل ، ثم قيل : مسماه فعل ماض ، أي : تهيأت ؛ فاللام متعلقة به كما تتعلق بمسماه لو صرح به ، وقيل : مسماه فعل أمر بمعنى «أقبل أو تعال» فاللام للتبيين ، أي : إرادتي لك ، أو أقول لك ، وأما مَنْ قرأ : «أقبل أو تعال» فاللام للتبيين ، أي : إرادتي لك ، أ, أقول لك ، وأما من قرأ : «هئتُ» مثل «جئتُ» فهو فعل بمعنى «تهيأت» اللام متعلقة به ، وأما من قرأ كذلك ولكن جعل التاء ضمير المخاطب فاللام للتبيين مثلها مع اسم الفعل ، ومعنى تهيئه تيسر انفرادها به ، لا أنه قصدها ، بدليل : ﴿وَراوَدَتْهُ (يوسف /٢٣).

وأما اللام العاملة للجزم فهي اللام الموضوعة للطلب ، وحركتها الكسر

۲۹۱۱