الشّيْطانُ لَهُ قَرِيناً فَساء قَرِيناً﴾ (النساء /٣٨).
الثالثة : أن يكون فعلها إنشائياً نحو قوله تعالى : ﴿إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتّبِعُوني يُحْبِبْكُمُ الله﴾ (آل عمران /٣١) وقول أميرالمؤمنين عليهالسلام : «فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال» (١) ونحو : «إنْ قام زيد فوالله لأقومنَّ» و «إنْ لم يتُبْ زيد فيا خُسرَه رجُلا».
الرابعة : أن يكون فعلها ماضياً لفظاً ومعنىً ، إما حقيقة ، نحو : ﴿إنْ يَسْرِقْ فَقَد سَرَقَ أخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ﴾ (يوسف /٧٧) ، وإما مجازاً ، نحو : ﴿وَمَنْ جاء بالسّيّئةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ في النّار﴾ (النمل /٩٠) نزّل هذا الفعل لتحقق وقوعه منزلة ما وقع.
الخامسة : أن تقترن بحرف استقبال ، نحو : ﴿وما يَفْعَلُوا مِنْ خَير فَلَنْ يُكْفَرُوهُ﴾ (آل عمران /١١٥).
السادسة : أن تقترن بحرف له الصّدر كقول ربيعة بن مقروم :
١٤٥ ـ فإنْ أهلِكْ فذي لَهَب لظاهُ
عليّ يكادُ يلتهبُ التهابا (٢)
لما عرفت من أن «رُبّ» مقدرة ، وأنها لها الصدر.
واعلم أن «إذا» الفجائية قد تنوب عن الفاء ، نحو : ﴿وَإنْ تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أيديهِم إذا هُمْ يَقْنَطونَ﴾ (الروم /٣٦) وأن الفاء قد تحذف في الضرورة كقوله (٣) :
١٤٦ ـ مَنْ يَفعلِ الحسنات الله يشكُرها
والشرّ بالشرّ عند الله مثلانِ
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٣٤/٧٩٩.
٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/ ٤٦٦.
٣ ـ تقدم برقم ١١٧.