وقال ابن مالك : يجوز في النثر نادراً ، ومنه حديث اللّقطة : «فإنْ جاء صاحبُها وإلا استمتعْ بها» (١).

تنبيه

كما تربط الفاء الجواب بشرطه كذلك تربط شبه الجواب بشبه الشرط ، وذلك في نحو «الذي يأتيني فله درهم» وبدخولها فهم ما أراده المتكلّم من ترتّبِ لزوم الدرهم على الإتيان ، ولو لم تدخل احتمل ذلك وغيره.

الثالث : أن تكون زائدة وهذا لايثبته سيبويه ، وأجاز الأخفش زيادتها في الخبر مطلقاً ، وحكي : «أخُوكَ فوجد» وقيد الفراء والأعلم وجماعة الجواز بكون الخبر أمراً أو نهياً ، فالأمر ، نحو : ﴿هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ (ص /٥٧) والنهي ، نحو : «زيدٌ فلا تضربه» ، وتأوّل المانعون الآية على أن الخبر «حميم» وما بينهما معترض ، أو هذا منصوب بمحذوف يفسره «فليذوقوه» وعلى هذا فـ «حميم» بتقدير : هو حميم. ومن زيادتها قوله (٢) :

١٤٧ ـ لما اتّقى بيد عظيم جرمها

فتركتُ ضاحيَ جلدِها يتذبذب

لأن الفاء لا تدخل في جواب «لما» خلافاً لابن مالك.

مسألة

الفاء في نحو : ﴿بَل الله فاعْبُد (الزمر /٦٦) جواب لـ «أمّا» مقدرة عند بعضهم وفيه إجحاف ، وزائدة عندالفارسي وفيه بُعد ، وعاطفة عند غيره ، والأصل :

__________________

١ ـ صحيح البخاري : ٣/١٦٦.

٢ ـ شرح شواهد المغني : ١/٤٧٣ ، شرح أبيات مغني اللبيب : ٤/٥٤. لم يسم قائله.

۲۹۱۱