[١٠٣] مسألة ٥ : إذا لم يتساو سطوح القليل ينجس العالي بملاقاة السافل كالعكس‌. نعم لو كان جارياً من الأعلى (*) إلى الأسفل لا ينجس العالي بملاقاة السافل ، من غير فرق بين العلو التسنيمي والتسريحي (١).


والمدوّرات والمستطيلات ولأجل هذا جعلت المساحة معرّفة للوزن والزيادة اليسيرة لا تضر في المعرّف كما مرّ.

وأمّا الصورة الرابعة : التي هي الصحيحة المطابقة للواقع لاختلاف المياه في الثقل حسب اختلاطها بالمواد الأرضية ، فربما يزيد الوزن على المساحة وأُخرى ينعكس ولا بدّ في مثلها من جعل المدار على حصول كل واحد من التحديدين وأن أيهما حصل كفى في الاعتصام ، ولا مانع من تحديد شي‌ء واحد بأمرين بينهما عموم من وجه ليكتفى بأيهما حصل في الاعتصام.

ودعوى عدم معقولية التحديد بأمرين بينهما عموم من وجه أمر لا أساس له وعلى هذا نكتفي بأيهما حصل في المقام ففي المياه الخفيفة الصافية تحصل المساحة قبل الوزن ، كما أن المياه الثقيلة على عكس الخفيفة يحصل فيها الوزن قبل المساحة. ولعلّ السر في ذلك أن المياه الصافية غير المختلطة بالمواد الخارجية للطافتها يتسرع إليها التغيّر والفساد في زمان لا يتغيّر فيه المياه المختلطة بمثل الملح ونحوه كما يشاهد ذلك في الماء الحلو وماء البئر لأن الأول يفسد قبل فساد الثاني بزمان ، ولأجل ذلك اعتبر الشارع في المياه الخفيفة أن يكون أكثر من غيره حتى لا يتغيّر لأجل كثرته قبل أن يتغيّر غيره.

عدم تساوي سطح القليل

(١) قد عرفت أن الماء على أقسام ثلاثة : لأنه إما متصل بالمادّة فهو معتصم بمادته إلاّ أن يتغيّر في أحد أوصافه الثلاثة ، وإما غير متصل بها وهو إما أن يكون كراً فهو‌

__________________

(*) تقدّم أن المناط في عدم التنجس هو الدفع.

۴۸۵۱