من لوازمه.

على أنّه لو سلّم أنّه من لوازم حدوث المشكوك (١) ، فلا شبهة في كون اللزوم عقليّا ، ولا يكاد (٢) يترتّب بأصالة عدم الحدوث إلّا ما هو من لوازمه وأحكامه شرعا (٣).

__________________

ـ مانعة عن استصحاب الكلّي بناء على السببيّة فهي مانعة عنه بطريق أولى على القول بالعينيّة. موسوعة الإمام الخوئيّ (مصباح الاصول) ٤٨ : ١٢٧.

(١) أي : لو سلّم أنّ بقاء القدر المشترك ـ أي الكلّي ـ يكون من لوازم حدوث الفرد الطويل الّذي حدوثه مشكوك.

(٢) وفي بعض النسخ : «فلا يكاد». والأولى ما أثبتناه.

(٣) هذا هو الوجه الثالث في الجواب عن التوهّم. وتوضيحه : أنّه لو سلّم أنّ الشك في بقاء الكلّي مسبّب عن الشكّ في حدوث الفرد الطويل ، إلّا أنّ الميزان في حكومة الأصل السببيّ على الأصل المسبّبيّ أن يكون ثبوت المشكوك الثاني من اللوازم الشرعيّة للأصل السببيّ ـ كما في استصحاب الطهارة بالنسبة إلى قاعدة الطهارة ، فإنّ استصحاب الطهارة يرفع الشكّ في الطهارة ويثبتها شرعا ، فيكون حاكما عليها ـ أو يكون انتفاء المشكوك من الآثار الشرعيّة للأصل السببيّ ـ كما في تطهير ثوب متنجّس بماء مستصحب الطهارة ، فإنّ طهارة الثوب المغسول به من الآثار الشرعيّة لاستصحاب طهارة الماء ، فلا يبقى معه شكّ في نجاسة الثوب ليجري فيها الاستصحاب ـ ؛ وليس المقام من قبيل الأوّل ، ولا من قبيل الثاني ، بل عدم بقاء الكلّيّ إنّما يكون من اللوازم العقليّة لعدم حدوث الفرد الطويل ، فلا حكومة له على استصحاب الكلّيّ.

وقد زاد المحقّق النائينيّ وجها رابعا في الجواب عن التوهّم. وحاصله : أنّ الأصل السببيّ لا يكون حاكما على الأصل المسببيّ إلّا إذا لم يعارض بمثله ، وفي المقام يعارض بمثله ، فإنّ أصل عدم حدوث الفرد الطويل يعارض أصل عدم حدوث الفرد القصير ، كما أنّ أصل عدم كون الحادث طويلا يعارض أصل عدم كونه قصيرا ، وإذا تعارضا تساقطا ، وبعد سقوط الأصل السببيّ تصل النوبة إلى الأصل المسبّبيّ ، وهو استصحاب بقاء الكلّيّ. فوائد الاصول ٤ : ٤١٨.

ولكن أورد عليه تلميذه المحقّق الخوئيّ بأنّ دوران الأمر بين الطويل والقصير يتصوّر على وجهين :

أحدهما : أن يكون لكلّ واحد منهما أثر مختصّ به ، ويكون لهما أثر مشترك أيضا ، فحينئذ وإن كان ما ذكر من تعارض الأصلين صحيحا ، إلّا أنّه لا فائدة في جريان الاستصحاب في الكلّيّ ، لتنجّز الآثار الشرعيّة بواسطة العلم الإجماليّ ، فيجب رعاية الاحتياط وترتيب آثار الكلّيّ.

ثانيهما : أن يكون لهما أثر مشترك ، ويكون للفرد الطويل فقط أثر مختصّ به. فحينئذ ـ

۴۴۳۱