للإلصاق وقيل : هي في آية الوضوء للاستعانة ، وإن في الكلام حذفاً وقلباً؛ فإنّ «مسح» يتعدّى إلى المزال عنه بنفسه ، وإلى المزيل بالباء ، فالأصل : امسحوا رؤوسكم بالماء.

الثاني عشر : القسم ، وهو أصل أحرفه ، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معها ، نحو قول أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «فاُقسم بالله يا بني اُمية عما قليل لَتَعْرِفنّها في أيدي غيركم وفي دار عدوّكم» (١) ودخولها على الضمير ، نحو : «بك لأفعلنّ» واستعمالها في القسم الاستعطافي ، نحو : «بالله هل قام زيد؟» أي : أسألك بالله مستحلفاً.

الثالث عشر : الغاية ، نحو : ﴿وَقَدْ أحْسَنَ بِي (يوسف / ١٠٠) أي : إليّ وقيل : ضمن «أحسن» معنى «لطف».

الرابع عشر : التوكيد وهي الزائدة ، وزيادتها في ستة مواضع :

أحدها : الفاعل ، وزيادتها فيه واجبة ، وغالبة ، وضرورة.

فالواجبة في نحو : «أحسنْ بزيد» في قول الجمهور : إن الأصل : أحسنَ زيد بمعنى «صارذا حُسْن» ، ثم غيرت صيغة الخبر إلى الطلب ، وزيدت الباء إصلاحاً للفظ ، وأمّا إذا قيل : بأنه أمر لفظاً ومعنى وأن فيه ضمير المخاطب مستتراً فالباء مُعدّية مثلها في «اُمْرُر بزيد».

والغالبة في فاعل «كفى» ، نحو : ﴿كَفى بِالله شَهيداً (الرعد / ٤٣) وقال الزجاج : دخلت لتضمن «كفى» معنى «إكتفِ» وهو من الحسن بمكان ، ويصححه قولهم : «اتّقى الله امرُؤٌ فعلَ خيراً يُثَبْ عليه» أي : ليتَّقِ وليفعل؛ بدليل جزم «يُثَبْ»

__________________

١ ـ نهج البلاغة : ط ١٠٤/٣٠٩.

۲۹۱۱